رفض مؤلف مسلسل "حارة الشيخ" الذي يعرض في رمضان الجاري بندر باجبع، التقليل من قيمة عمله الذي يروي حقبة تاريخية من تاريخ الحجاز، وقال لـ"الوطن": قلل البعض من قيمة العمل، مشيرا إلى أن هؤلاء يريدون أن يعرض المسلسل العادات الجميلة والجانب المشرق لجدة، دون أن يكون فيه أي صراع.
لم يتابع الدكتور عبدالله مناع أحداث مسلسل (حارة الشيخ) بسبب اللغط الذي دار حوله، على حد تعبيره، فيما ظلت آراء ومواقف الكتاب والمثقفين، متحفظة حتى الآن. الناقدة الدكتورة لمياء باعشن عبر تغريدة لها في "تويتر"، بدت من أبرز من أعلن تحفظه، لكنها قالت لـ"الوطن" إنها لن تعلق حاليا حتى تنتهي جميع حلقات المسلسل، بينما يرفض كاتب مسلسل "حارة الشيخ" التلفزيوني بندر باجبع آراء المثقفين والتقليل من قيمة عمله الذي يؤكد أنه يروي حقبة تاريخية مغيبة في تاريخ الحجاز. وقال لـ"الوطن": قصة العمل وفكرته كاملة أنا صاحبها، شاركني في البداية هشام الهويش ومحمد بحر في صياغة بعض أفكار القصة، ولكن قصة وسيناريو وحوار المسلسل من كتابتي بشكل كامل.
المشكل درويش
أضاف باجبع: قبل أكثر من 3 سنوات عندما وضعت القصة المبدئية، كانت لمياء باعشن من ضمن من جالستهم وناقشتهم في الفكرة، ولكني لا أعرف لماذا قالت ما قالته في تويتر، وأجد نفسي هنا مضطرا لأوضح فعلا ما دار، فهي كانت معترضة على وجود "المشكل درويش"، فمن وجهة نظرها أن المجتمع الحجازي والجداوي تحديدا كان خاليا من الظلم والقسوة، وكلامها هذا ينافي الحقيقة، فليس هناك مجتمع ملائكي حتى زمن الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان فيه الشر والخير، كما أن كلامها سيجعل القصة بعيدة عن الصراعات، فكان رأيها أن يستعرض المسلسل فقط العادات الجميلة وإبراز الجانب المشرق لجدة، وهذا دراميا لن يصنع أي قصة مشوقة للمشاهدين، فعندما نبدأ الحلقة بأحضان ونختمها بأحضان فأين الصراع..! وهنا كانت نقطة الخلاف.. وبعد الجلسة لم يحدث تواصل لاختلاف الآراء، ولكني استغربت أنها تحذر من أن القصة مليئة بالمغالطات، وهي لم تطلع إلا على نسبة 2% من القصة.. وإن كانت تزعم أنها تعلم القصة بتفاصيلها فلتوضح لنا ما هي نهاية قصة المسلسل.!
حارة افتراضية
من أهم الملاحظات التي رصدها مثقفون ومتابعون للعمل تركيزه على مظاهر المشاكلة والصراعات فقط، وهو ما يبرره باجبع بقوله: المسلسل يحاكي الصراع الأزلي ما بين الخير والشر.. ولأن ثقافة المشكل كانت موجودة ومؤرخة ولا ينكرها أحد، لكنها مغيبة عن الجيل الحالي، صنعت هذا المسلسل، وحتى نقدم دراما شعبية بعيدا عن القصص العادية التي مل منها المشاهد، وأحب أن أوضح أن المشكل (الفتوة) كان شخصا طيبا ويحمي حارته من أي اعتداءات في تلك الفترات، ولم يكن ظالما لأهله وناسه، وهذا جانب نظهره في المسلسل، وأستغرب كيف انتقد الناس هذا الجانب بأنه تشويه لجدة وتغافلوا عن طيبة أهل الحارة وكل الخير الموجود في شخصيات أخرى كالشيخ سالم.. الذي بينه وبين درويش صراع الخير والشر حتى تكون لدي قصة درامية مثيرة.
أحب أن أوضح حارة الشيخ حكاية درامية خيالية تلامس بعض جوانب الحياة الاجتماعية في حارة افتراضية من حارات جدة القديمة في فترة زمنية قبل أكثر من 180 سنة إبان الحكم العثماني للمنطقة بعيدا عن أي أحداث أو وقائع تاريخية، ومن يفسر تفسيرات أو تحليلات للمسلسل بعيدة عن قصته الواضحة، فهذا تفسير هو من يتحمله، وليس من الدين الدخول في النوايا لأسباب واهية.