من خط الفقر الإعلامي وزاوية الشح المنبري ينظر العقل بقهقة التتبع لأسماء (أغدقت ذواتها بلعنة الظهور)، وفي مسار التحليل المعرفي والإدراكي لمعطيات النافذة المنبرية لكثير من كتاب الرأي وتغني أدباء الحرف (شعرا ونثرا) يستنطق العقل قولان احدهما قول تبعي ( يمتدح ما لم يفهمه) وقول آخر يطرح استفهام (أي عقل يسكن قلم الكاتب أو الأديب حين نثر مداد يراعه).
ولعل غباء ارتكبه إنني اقرأ جل خربشات الواهمين أن لحضورهم حقيقة في نوافذ إعلامنا ومنابر مؤسساتنا الثقافية. ليس لكسب معرفة أو إثراء عقل إنما لقراءة أي فكر يطالعنا به كل عابث
(أجازه الرهان انه كاتب ارتقى سلما من الكتابة الصحفية أو أغدقه قول سطحي مثله إنه صاحب ألق حضور لا يشبهه حرف ولا لسان من قبل).
هنا قد احتاج مساحة من الكلمة والوقت لسرد اعتبارات يمارسها كل مسؤول رشح لاعتلاء هرم القرار في إجازة الكاتب الفلاني أو أهلية الشاعر الانتمائي، هنا نداء متابع وقارئ لمنابرنا الثقافية والإعلامية أن تمجدون احترام عقل المتلقي وأن كسب المعرفة لم يعد من خلال ما يملكه هؤلاء المنتمين لمظلة القانونية تحت مسمى الصحيفة أو المنبر الانتقائي .
أغدقوا الكيف بأقلام نخبوية تستحق تقييم محتوى ما تنثره لنا. وتجنبوا شللية الحضور. قد يأتي جيل ينظر لمؤسساتكم بعين الشفقة وهذا ما يئد أحقية إنصافكم في الاحترام.
العقل أصبح مطية للبحث وثورة معرفة قفزت حواجز احتكار الرهان.
لكم أن تضعون في نهاية كل مقال يسطره كاتب ينتمي لصحيفة أو شاعر يعتلي منبر ثقافة (خيار تقييم المتلقي) حينها تصنعون من استمراريتكم تطوير لرغبة الأداء.