كثيرا نحن النساء نشتكي من قول أزواجنا لنا (لا) حينما نطلب منهم أمرا ما، وهذا ما واجهته كثيرا في عملي في الإرشاد، ومع ذلك نحتاج لوقفة، لماذا يتكرر هذا دائما؟ والأسباب كثيرة، منها أولا كيفية الطلب ووقت الطلب، فالزوجة حينما تطلب من زوجها وهي مستاءة منه لعلمها أنه من شبه المستحيل أن ينفذ ما تريده هي، فمن الطبيعي سيرفض لأنه تشعره بالعوز بينما الرجال عقولهم مصممة على إثارة هرمون الحاجة لديهم، وهذا ما يتطلب من المرأة حينما تطلب من زوجها أمرا ما أن تشعره أنها محتاجة إليه وأن لا تشعره بالعوز، وثانيا أن الرجل حينما تكون لديه مساحة من الحرية أن يقول (لا) فتلقائيا يكون لديه الاستعداد أن يقول (نعم)، فمثلا إذا طلبت الزوجة أنها تريد التسوق ورفض الزوج فعليها تقبل ذلك بصدر رحب وتنطلق في شؤونها أي أن تكون عندها بدائل ، حينها تلقائيا سيحاول الزوج أن ينفذ ما تطلبه إذا كان قادرا على ذلك وسيجتهد أن ينفذ ما تريده مستقبلا، أما إذا تشنجت فستتحول اللغة من الحاجة إلى العوز، حينها سيرفع الرجل خطوط الدفاع لديه ويرفض ويتحول الموضوع إلى حرب كلامية بينهما وتبدأ تنتقده بحدة وسيهينها وهكذا دواليك، وربما رفضه أحيانا لأن الوقت غير مناسب لديه، فالرجل أحيانا لا يفصح عما بداخله وخاصة إذا كان مشغولا وتطلبه المرأة ببراءتها فيرفض حينها عليك أيتها الزوجة أن تتركيه وانطلقي في شؤونك وذكريه بين فترة وأخرى، فهو بالفعل لا يستطيع، وثالثا الإيجاز فالرجل مصمم عقله على الإيجاز وعدم حبه للتفاصيل التي نتميز نحن النساء بها فاطلبي ما تريدين بإيجاز وبأسلوب مهذب دون الدخول في التفاصيل إلا إذا طلب منك ذلك فالرجل يرتفع لديه الضغط والصداع حين تعطيه المرأة تفاصيل لأن النواقل العصبية لدى الرجال بطيئة حينما تعالج صوت المرأة في دماغه وهذا أحد الأسباب حينما تريد مناقشة زوجها ويرفض، بينما حينما يناقشه رجل آخر يستمتع ويبتهج ويتكلم بالساعات في الجوال والسبب أن صوت الرجل يعالج في دماغه بسرعة فيرفع هرمون السعادة والبهجة، رابعا التقدير والاستحسان فالرجل حينما يشعر أن ما يقوم به مقدرا من قبل زوجته وتستحسن ما يقوم به حتى لو كان قليلا حينها سيعطي أكثر وسيرتفع عنده رصيد نقاطها ولقد اشتكت لي نساء كثر أن الزوج يخدم أهله ويلهث من أجلهم حتى لو كانوا في غنى عن خدماته، بينما يقتر على زوجته في الخدمات، والسبب أن أهله يشعرونه بحاجتهم له ويستحسنون ما يقدم لهم ويقدرونه، فما بالنا لا نكون هكذا؟ حتما سنكون وستكون النتيجة في صالحنا، والمهم أن نتعايش مع طبيعة أزواجنا.