فيما تواصل روسيا توسيع وجودها في البحر الأبيض المتوسط في منافسة واضحة مع الوجود الأميركي والأطلسي، ومع الوجود القانوني للدول المطلة على البحر الأبيض، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، من جهة أخرى، أن الوجود الدائم لحلف الناتو في البحر الأسود سيهز الاستقرار وسيلحق ضررا بأمن المنطقة.
وحذرت روسيا من أنه في حال اتخاذ خطوات معينة بشأن تشكيل تكتل دائم لحلف الناتو في البحر الأسود، فإن ذلك لن يساعد على تحسين العلاقات بين الطرفين.
وقال مدير قسم التعاون الأوروبي التابع للخارجية الروسية، أندريه كيلين، إنه "في حال اتخاذ قرار حول إنشاء تشكيل دائم للناتو في منطقة البحر الأسود فإن ذلك لن يحسن علاقات روسيا بالحلف"، مشيرا إلى أن هناك حرية كاملة للملاحة في البحر الأسود الذي لا يعتبر مجالا بحريا للناتو، وحتى الآن لم يكن هناك مثل هذا التشكيل، وكانت سفن حربية لدول من خارج المنطقة، خاصة الولايات المتحدة، تدخل حوض البحر من حين لآخر".
وأوضح الدبلوماسي الروسي بأن "وجود التشكيل ظاهرة جديدة تماما بالنسبة للبحر الأسود الذي سيؤدي بالطبع إلى حدوث خلل خطير في التوازن وإلحاق ضرر بالأمن".
التهديدات المحتملة
أكدت السلطات الروسية أنها ستتخذ خطوات للرد على ازدياد عدد السفن الحربية التابعة للناتو في البحر الأسود والتي يقول الحلف إنها تشارك في مناوراته البحرية هناك.
وردا على تحركات الناتو في البحر الأسود، قد تقوم روسيا بتنظيم مناوراتها البحرية مع استخدام القوات الجوية والبرية ليكون ذلك بمثابة الرد على وجود سفن الناتو في البحر الأسود. وقد تشارك في المناورات دول صديقة لروسيا في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي.
وفيما شدد عضو لجنة الدفاع بمجلس الدوما الروسي، أندريه كراسوف، على أن وزارة الدفاع الروسية ستبذل كل الجهود لضمان أمن البلاد في منطقة البحر الأسود، أوضح ممثل روسيا الدائم لدى حلف شمال الأطلسي، ألكسندر جروشكو، أن روسيا تبذل ما بوسعها لمنع تحوّل البحر الأسود إلى "بحيرة تابعة للناتو"، مشيرا إلى أن الناتو يفهم جيدا أن البحر الأسود لن يصير بحيرة خاصة به، وأننا سنتخذ الإجراءات الكفيلة بإبطال مفعول التهديدات المحتملة ومحاولات الضغط على روسيا على المحور الجنوبي.
وجود مستمر
ودخلت المدمرة الأميركية "Porter" إلى البحر الأسود يوم 6 يونيو الحالي لدعم الأمن خلال مناورات Atlantic Resolve، فيما تزور المدمرة خلال وجودها في البحر الأسود موانئ عدة دول من أعضاء الحلف التي تطل على هذا البحر، وهي تركيا وبلغاريا ورومانيا التي كانت قد طالبت في أبريل الماضي بتوسيع التواجد للحلف في البحر الأسود في إطار إستراتيجية أوسع لردع روسيا.
وقال نائب الأمين العام للناتو "سفير الولايات المتحدة الأسبق في روسيا" ألكسندر فيرشبو، إن بعض الحلفاء المطلين على البحر الأسود يجرون مناقشات عن تكامل أكثر لقواتهم وعملياتهم البحرية، مؤكدا أن الحلف بحاجة إلى النظر في وجود عسكري أكثر استمرارا في المنطقة.
تهديدات موسكو
- رفض سيطرة الناتو على البحر الأسود
- إبطال مفعول التشكيل الغربي
- إجراء مناورات عسكرية
- زيادة الوجود الروسي
- ضرب العلاقات بين الطرفين