تفوقت المدن على المناطق الحضرية الصغيرة والمناطق الريفية، في معدلات سرقة السيارات، إذ تصدرت منطقة الرياض خلال الفترة بين 2010 و2015 المناطق في حوادث السرقة بـ61 ألفا و321 مركبة، فيما أرجعت دراسة لجامعة نايف الأسباب إلى تعقد مظاهر ومتطلبات الحياة والنمو الحضاري المتسارع الذي يؤثر في اتجاهات وسلوكيات الأفراد.
أظهرت دراسة حديثة ارتفاع معدلات جريمة السرقة في المدن عن المناطق الحضرية الصغيرة وعن المناطق الريفية، نتيجة التجمعات السكانية الضخمة، وتعقد مظاهر ومتطلبات الحياة والنمو الحضاري المتسارع الذي يؤثر في اتجاهات وسلوكيات الأفراد، فضلا عن تأثير الدور المزدوج للتقنيات الحديثة، سواء في تطوير مكافحة الجرائم أو تطوير أساليب ارتكاب الجرائم، فبمقدار هذه التقنيات تتطور مكافحة الجريمة، وكذلك وسائل ارتكابها.
زيادة في أعداد السكان
ذكرت الدراسة الصادرة من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بعنوان "تصور إستراتيجي لمكافحة جرائم سرقة المركبات في منطقة الرياض"، والتي أعدها الباحث محمد بن نايف صالح، أن مدينة الرياض تتمتع بعدة نشاطات مختلفة حتى شكلت عامل جذب رئيسيا لراغبي العمل من مدن وقرى المملكة المختلفة، بل لراغبي العمل من خارج المملكة حتى شهدت تطورا كبيرا في أعداد سكانها، إذ أظهرت الإحصائية الأخيرة لمركز الإحصاء العام تجاوز سكان منطقة الرياض 6 ملايين نسمة، 5.5 ملايين في مدينة الرياض يشكل السعوديون منهم 66 %، فيما بلغ عدد الوحدات السكنية في منطقة الرياض 882 ألف وحدة سكنية، 725 ألف وحدة في مدينة الرياض، وأشارت الإحصائية إلى تضاعف عدد سكان الرياض أكثر من 200 مرة كما تضاعفت مساحتها أكثر من 1000 مرة منذ عام 1350، إذ لم يتجاوز عدد سكان الرياض حينها 26 ألف نسمة، مما جلب عليها صعوبات ترتب عليها مشكلات عديدة على رأسها ارتفاع معدلات جرائم السرقات بصفة عامة وجرائم سرقة المركبات بصفة خاصة التي تزداد خطورتها نتيجة ممارسة التفحيط وما قد يترتب عليه من مخاطر.
ارتفاع مطرد للجريمة
أشارت الدراسة إلى أنه بالرغم من تنفيذ المملكة عقوبات فعالة للحد من جريمة السرقة، إلا أن هناك ارتفاعا مطردا في جرائم السرقة بصفة عامة وجرائم سرقة المركبات بصفة خاصة، إذ بلغ عدد المركبات التي تعرضت للسرقة عام 2014، نحو 9 آلاف سيارة تمكنت الأجهزة الأمنية من استعادة 4200 سيارة منها، فيما شهدت جرائم سرقة المركبات ارتفاعا مطردا في مدن المملكة خلال 2015، إذ بلغ العدد الإجمالي للمركبات المسروقة 20136 مركبة، وجاءت منطقة الرياض في المقدمة بـ7929 مركبة، فيما بلغ عدد المركبات المسروقة بمكة المكرمة 2881 سيارة، وفي الدمام 1325 سيارة، فيما سجلت منطقة الرياض خلال الفترة ما بين 2010 حتى 2015 سرقة 61 ألفا و321 مركبة، شكلت المركبات المسروقة من داخل الرياض
97.1 %، وتشير هذه الأرقام إلى ارتفاع معدلات جرائم سرقة المركبات.
نتائج الدراسة
كشفت الدراسة انتشار جريمة سرقة المركبات في منطقة الرياض بدرجة كبيرة، وارتفاع معدلات سرقة المركبات في فترة المساء، ومراقبة المركبة وما حولها قبل سرقتها، وتفضيل سرقة المركبات الموجودة في الشوارع الفرعية ومن أطراف الأحياء، إضافة إلى أن المركبات الحديثة كانت الأكثر تعرضا للسرقة من القديمة.
توصيات الدراسة
أوصت الدراسة بفرض التواجد الأمني بصفة مستمرة، ووضع كاميرات مراقبة مخفية في الشوارع الرئيسية والجانبية، وتوجيه إدارات المرور المختلفة بالتعاون مع مالكي المركبات في المملكة بتعميم تجربة استخدام التقنيات الحديثة، وعمل أكمنة سرية في الطرق العامة لرصد المركبات المسروقة، وحث مالكي المركبات على استخدام وسائل الحماية كأجهزة الإنذار والتنبيه، وتكثيف الحملات الإعلامية لتوعية أفراد المجتمع، إضافة إلى إعداد خطة أمنية متوازنة متعددة الأبعاد، وفرض رقابة على وسائل الإعلام لمنع عرض مشاهد سرقة المركبات، وتغليظ العقوبات التعزيرية على مرتكبي جرائم سرقة المركبات، وإنشاء إدارة تختص بمكافحة جرائم سرقة المركبات.