أشارت مصادر داخل جماعة الحوثيين الانقلابية إلى تفشي الخلافات بين عناصر الجماعة خلال الفترة الأخيرة، حيث وصلت إلى درجة القتل والاغتيالات والتصفية خارج نطاق القانون. وأضافت أنه عثر على جثة القيادي في الجماعة الانقلابية علي الشريف دريب، الملقب بالذماري في بئر بن عمر، في محافظة الجوف بعد اختفائه لعدة أيام.

وأضافت المصادر أن خلافا نشب خلال الفترة الماضية بين دريب والقيادي في جماعة الحوثيين، أبو نصر الشعف، حول قضايا مرتبطة بأمور مالية، وسربت بعض عناصر الحوثيين أنباء مفادها أن الرجلين اختلفا حول أسلحة وذخائر تعرضت للنهب بواسطة الشعف، وأن دريب طالب بمعرفة مصيرها، واحتد النقاش بين الرجلين بعد أن وجه الأخير اتهامات رسمية للشعف بنهب الأسلحة وبيعها في السوق السوداء.


المطالبة بمحاكمة القتلة

تابعت المصادر بالقول إن بعض عناصر الحوثيين تدخلوا لنزع فتيل الأزمة بين الاثنين، وتظاهر الشعف بقبول الوساطة، واعتذر لدريب ووعده بحل الموضوع والتوصل لمعرفة سبب اختفاء الأسلحة والذخائر، لكنه أوعز لبعض الموالين له بمداهمة منزل دريب واقتياده لمنطقة خارج المدينة، حيث تم قتله ورمي جثته في بئر ابن عمر.

وتابعت المصادر بالقول إن عائلة دريب تجمعت بعد العثور على جثته، ورفضت استلام الجثمان وإقامة العزاء حتى يتم ضبط القتلة وتقديمهم إلى محاكمة عاجلة، وهددت بتصعيد الأمور وأخذ الثأر بأنفسهم إذا لم يتم اعتقال الشعف، مما دفع قيادة الجماعة الانقلابية إلى إرسال وفد من خارج المحافظة لتهدئة الأمور وعدم تصعيدها، إلا أن ذوي دريب تمسكوا بموقفهم ورفضوا التهدئة، وأن عددا كبيرا من أبناء قبيلته تجمعوا بكامل أسلحتهم، مما ينذر بتصعيد كبير.


رصد الممتلكات المنهوبة

شهدت الفترة الماضية تفشي الخلافات بصورة كبيرة بين عناصر الجماعة الانقلابية، بسبب النزاع حول نهب ممتلكات الدولة، ويقول القيادي في الجماعة الانقلابية بإقليم آزال، عبده الصنعاني، في تصريح إلى "الوطن" "الجماعة الانقلابية تشهد تزايد الخلافات والنزاعات بين أفرادها بسبب الخلاف حول نهب الأسلحة والذخائر التي نهبت من مخازن الجيش الوطني، وبسبب غياب الرقابة الداخلية، تفشت الرغبة في السرقة، لأن المشروع الذي قامت عليه هذه الجماعة أبعد ما يكون عن الوطنية وهم عبارة عن ميليشيات فاسدة تتنافس حول الفوز بأكبر قدر من ممتلكات الدولة، ولأنهم يعلمون جيدا أن أيام انقلابهم إلى زوال يحاولون سرقة أكبر قدر ممكن، لكن وصول النزاع إلى درجة القتل والتصفية الجسدية فهذه ظاهرة جديدة لم يعرفها اليمنيون من قبل".وأضاف الصنعاني "هناك لجان تابعة للمقاومة الشعبية مهمتها توثيق كل الممتلكات الحكومية التي نهبها الانقلابيون، وسوف تعرض اللجان كل ما توصلت إليه بالأدلة والإثباتات الرسمية للجهات الحكومية بعد عودة الشرعية حتى يتم استرداد كل الممتلكات المنهوبة".