يدُ تمتد لتناول حبة تمر وأخرى تلتقط سماعة الهاتف لاستقبال نداء استغاثة، هكذا كان المشهد، لحظة ارتفاع أصوات مكبرات المساجد بآذان صلاة المغرب، داخل مركز التحكم والتوجيه التابع للإدارة العامة للدفاع المدني بمدينة الرياض، حيث يرابط مجموعة من الشباب السعودي لخدمة أهالي العاصمة على مدار الـ24 ساعة.
ساعة إفطار
"الوطن" زارت مركز التحكم والتوجيه بالإدارة العامة للدفاع المدني، ومركز الدفاع المدني بحي العليا المجاور لغرفة العمليات، من الساعة الـ6 وحتى الساعة الـ7، رصدت خلالها الجهود التي يبذلها فريق العمل خصوصا في شهر رمضان المبارك.
مباشرة الحوادث
تناول قائد مركز التحكم وزملاؤه طعام الإفطار المكون من بضع تمرات وفنجال قهوة وقليل من الماء والعصيرات على مكاتبهم أثناء استقبالهم للبلاغات الواردة للمركز، فيما اجتمع على بعد خطوات منهم مجموعة أخرى تمثل فريق الإطفاء بمركز الدفاع المدني بحي العليا المجاور لمركز التحكم على مائدة إفطار لم تكن أكثر تكلفا من مائدة زملائهم في المركز، حيث تناولوا طعامهم على صوت مأمور جهاز اللاسلكي الذي يوجه فرق المراكز لمباشرة الحوادث.
استعادة الذكريات
تجاذب الشباب العاملون في مركز الدفاع المدني بحي العليا خلال طعام الإفطار أحاديث شيقة جسدت روح الفريق والأخوة التي تجمعهم، واستعرضوا بعض المواقف الحرجة التي واجهتهم خلال تأدية مهام عملهم، بينها إصرار بعض زملائهم على استكمال صيامهم وعدم الإفطار على الرغم من بلوغهم حالات متقدمة من الإجهاد البدني والظمأ، نتيجة تعاملهم مع الحرائق وسط درجات حرارة عالية، تتضاعف مع لهيب نيران الحرائق، كما لم تخلوا الأحاديث من بعض المواقف الطريفة، إضافة إلى معاناتهم من الاختناقات المرورية في شوارع الرياض التي تؤخر وصول الفرق الميدانية لبعض الحوادث بشكل سريع.
حوادث ساعة الإفطار
وروى العاملون بمركز الدفاع المدني بحي العليا معاناتهم من بعض الحوادث التي تتزامن مع دخول وقت الإفطار، حيث تكررت خلال الأيام الماضية من شهر رمضان حوادث قبيل وقت صلاة المغرب، مما اضطرهم إلى تأخير تناول الإفطار إلى وقت العشاء وأحيانا إلى ما بعد صلاة العشاء.
على مدار الساعة
يعمل مركز التوجيه والتحكم على مدار الساعة على استقبال جميع المكالمات التي ترد على الهواتف المخصصة للبلاغات على الرقم "998"، حيث يدار المركز بنظام الورديات، كل وردية يعمل بها مجموعة من الأفراد وضابط مسؤول عن الوردية، ويباشر العاملون استقبال جميع المكالمات التي ترد لمركز التحكم والتوجيه ومن ثم توجيه الفرق للحوادث وإبلاغ الجهات المساندة ومتابعتها حتى الانتهاء من الحادث، ومتابعة عودة فرق الدفاع المدني وجاهزيتها لتكون على أهبة الاستعداد لمباشرة أي بلاغات أخرى، إضافة إلى تدوين جميع معلومات الحادث بعد الانتهاء منه وتسليم المواقع لأصحابها، كما أن من مهام مركز التحكم والتوجيه تنفيذ جميع الخطط والأوامر والتعليمات التي ترد وكذلك إبلاغ مدير إدارة العمليات ومدير الإدارة ومدير المنطقة بالحوادث الهامة في حينها.
3 آلاف اتصال
لفت قائد مركز التوجيه والتحكم بإدارة الدفاع المدني بالرياض الرائد عمر الغيهب إلى أن المركز استقبل الخميس الماضي حوادث متنوعة من بينها بلاغات عن حرائق منازل وسيارات و تماسات كهربائية وسقوط أجسام ثابتة على مركبات متوقفة إضافة إلى اتصالات تتعلق بإرشادات السلامة، كاشفا عن معدل المكالمات الواردة على الرقم "998" تقدر ما بين 2800 و3000 مكالمة في اليوم الواحد.
اختلاف المواسم
أوضح الرائد الغيهب أن عدد الحوادث التي تباشرها فرق الدفاع المدني تتفاوت وتختلف باختلاف المواسم، وكذلك تختلف في أوقات الذروة، مشيرا إلى أن وقت الذروة الذي يشهد أكبر نسبة حوادث في شهر رمضان المبارك، يبدأ من منتصف العصر إلى الفجر، أما بالنسبة للحوادث التي تحدث قبيل المغرب فتكون غالبا حوادث تقع في مطابخ المنازل أوالشقق أثناء التحضير لوجبة الإفطار بسبب الإهمال في عملية الطهي، من ثم تأتي الحوادث المرورية التي قد يتطلب فيها الوضع إلى تدخل فرق الدفاع المدني، ليستدرك بعد ذلك بقوله "تلك الحالتان ليست ظاهرة فالمجتمع ولله الحمد لديه من الثقافة والإلمام الشي الكثير".
ووجه الغيهب رسالتين، الأولى خص بها ربات المنازل إذ شدد على ضرورة أخذ احتياطات السلامة اللازمة أثناء عملية الطهي لتجنب الحوادث، أما الرسالة الثانية فقد وجهها إلى قائدي المركبات مهيبا بهم توخي الحذر وعدم الاستعجال للوصول المنازل قبيل الإفطار.
خطة رمضانية
أعدت إدارة الدفاع المدني بمدينة الرياض خطة خاصة بالشهر الفضيل حيث كثفت جهودها في الفترة المسائية بإضافة وحدات إطفاء للتدخل السريع تتمركز في بعض الأسواق وبعض المواقع الهامة التي تشهد كثافة عالية واختناقات مرورية كذلك تكثيف أعمال دوريات السلامة والإشراف الوقائي في الفترة المسائية.
ويوجد في مركز التحكم والتوجيه العديد من البرنامج والتقنيات المتطورة، منها برنامج نظم المعلومات الجغرافية الذي تم تأمينه عن طريق مركز المعلومات الوطني، حيث يعمل على تحديد موقع المتصل لحظة ورود الاتصال مباشرة إضافة إلى إمكانية البحث بالبرنامج عن أسماء الشوارع والممرات والمعالم البارزة لتسهيل مهمة الفرق الميدانية للوصول في أسرع وقت إلى موقع الحادث، إضافة إلى نظام بلاغات طوارئ أمانة مدينة الرياض الذي يربط مركز التحكم والتوجيه بطوارئ أمانة مدينة الرياض في عملية إرسال واستقبال البلاغات بين الجهتين، وكذلك الخطوط الساخنة والأجهزة اللاسلكية التي تربط مركز التحكم والتوجيه بالعديد من الجهات الهامة لسرعة وسهولة تمرير واستلام البلاغات بين الجهات.
