أحزن كثيراً لعدم تقيد أكثر المذيعين بإذاعاتنا وقنواتنا الفضائية بقواعد الفصحى واللجوء للعامية، وأتذكر ما كان عليه الحال بالزمن الماضي من الحرص على سلامة النطق والمحاسبة على الخطأ.

الإذاعات العربية العربية الصادرة عن دول أجنبية أشد حرصاً على انتقاء المذيعين المتمكنين من لغة الضاد، عرفنا منهم نوعيات مميزة كما كان لدينا أمثالهم فيما مضى من الزمن.

نحن أكثر مسؤولية عن التفريط بلغة القرآن المجيد والسنة المطهرة.. لغة العرب بالجاهلية والإسلام، تتهاون وسائل إعلامنا المسموعة والمرئية وتسمح لمذيعيها باستبدالها بلغة الشوارع دون مانع ولا ردع.

رحم الله الغيارى على هذه اللغة أمثال الشاعر الكبير (حافظ إبراهيم) حين قال قصيدته الشهيرة وكان يحذّر مما آل إليه الحال الآن.

كان المذيع قديماً حين يخطئ - ونادراً ما يخطئ - يعتذر ويصحح الخطأ، بعكس ما نسمع ونشاهد من مذيعين ومذيعات لا يلقون بالاً، بل زادوها وبالاً بحواراتهم فيما بينهم ومع من يستضيفونه في برامجهم المتنوعة.

لم تأخذهم الغيرة من دول شرقية وغريبة تتمسك بلغاتها وتتوارثها جيلاً بعد جيل حتى، (إسرائيل الباغية) أحيت (عبريتها) بعد موات وفرضتها لغة رسمية تنافس غيرها بالساحة الدولية.

بعضنا مع الأسف لم يكتف بالعامية بدل الفصحى بل يخلطها بكلمات (إنجليزية) لإثبات أنه مثقف حداثي ومتطور وعالمي.

أناشد قومي أن يتلافوا الخطر قبل استشرائه ويحافظوا على لسانهم لغة أهل الجنة، ويقوم كل بدوره وبما يستطيع لرفعة شأنها.

القرآن الكريم يتلوه مليار وسبعمائة مليون من البشر ولغته الفصحى جديرة بأن تتصدر المحافل الأممية.. فهل نحن فاعلون ؟!