واجه وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيليه أمس، موقفين متناقضين، خلال زيارتيه إلى فلسطين المحتلة وقطاع غزة.

فالوزير الألماني الذي يعتبر المسؤول الأوروبي الأول الذي يزور القطاع منذ مدة طويلة بعد فرض الحصار عليه من قبل إسرائيل، قوبل بالترحيب من قبل الفلسطينيين ، على المستوى الشعبي، خاصة أنه لم يلتق أي مسؤول في الحكومة المقالة، أو في حركة حماس التي تسيطر على القطاع.

حاوره الطلاب والأساتذة عن نظرته لحقوق الإنسان، وهو الذي رأى ما رآه من غبن لاحق بحق الإنسان الفلسطيني، في حياته ومعيشته وطريقة تعاطي المجتمع الدولي معه.

شاهد الوزير في مدارس الأونروا الحاجة الماسة إلى أن يتمتع أطفال فلسطين بما يؤهلهم لأن يتساووا مع أطفال العالم في أساليب تلقي المعرفة، وأيضا في سُبل الحياة.

الحصار هو ما يضيّق على الشعب الفلسطيني وليس الفقر، وربما سعى الغرب إلى التضييق على هذا الشعب بهدف جره إلى أن يصبح كما يراه الغرب فقيرا ليطلق عليه صفة الإرهابي بعد أن أصبح الفقر في العرف الغربي مرادفا للإرهاب.

تعاطف الوزير الزائر لغزة شخصيا، مع أبناء القطاع وطالب برفع الحصار عن 1.5 مليون نسمة، ولكنه قبل ذلك كاد يواجه موقفا محرجا في إسرائيل كان من شأنه أن يعقد العلاقات الدبلوماسية بين بلاده وإسرائيل، ولكن موظفا في الخارجية تلافى خطأ بروتوكوليا برفع علم بلجيكا مكان العلم الألماني.

صدقوني أن إسرائيل لا تبغي من الغرب سوى الدعم ولا تعطي بالا لسيادة هذه الدول، حتى ولا تأبه لرموزها.

وربما قضية اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح خير دليل على ذلك.