كعضو مجلس إدارة سابق، عملت مع الأمير فيصل بن تركي أكثر من خمس سنوات، أعرف مدى عشق كحيلان للنصر، وللتحدي ولكرة القدم، لذلك لا أعتقد أن الاستقالة طبيعية، إلا إذا كانت لتغليب مصلحة عليا لنادي النصر.

الأمير فيصل حضر إلى النصر والفريق ليس منافسا، ولا يملك أفضل اللاعبين، وتركه الآن وهو يستعد للعب نهائي كأس الملك مع الأهلي، بعد أن حقق بطولتي دوري متتاليتين، وكأس ولي العهد، ولعب عدة نهائيات وفازت الدرجات السنية بكثير من البطولات.

طوال السنوات السبع الماضية وفيصل بن تركي يحاول جعل النصر في القمة، ونجح في عامين، ونجح في أعوام أخرى بدرجة أقل، وكان يحاول أن يقدم أفضل ما يمكن للنصر من مدربين ولاعبين أجانب واستثمارات، وكان يشير ويستشير ولم يكن متفردا برأيه، ويحترم الرأي الآخر، ولكنه إذا حزم أمره واتخذ قراراه فهو لا يتردد.

لم يوفق النادي كثيرا في اللاعب الأجنبي في الغالب، رغم أن معظم من جلبوا أساسيين في منتخبات بلادهم، ومعظمهم كان يغادر إلى بلاده في أيام الـ"فيفا" لأنه لاعب أساسي أو احتياط، ولكن الواقع أنهم لم ينجحوا، ولو نجحوا لحقق النصر خلال هذه المرحلة أضعاف ما حقق من البطولات.

سيظل التاريخ الرياضي السعودي يحتفظ بذكريات مهمة وملهمة في هذه المرحلة للأمير فيصل بن تركي، في قيادة فريق جماهيري كبير، وكان طموحه دائما العودة إلى العالمية مرة أخرى، ولكن لم يسعفه الزمن.