سعاد عسيري
دخلت امرأة لصلاة التراويح، وبينما كانت تصلي ًوتدعو الله مع الجميع، سمعت صوت طفل يبكي بصوت عالِ جداً جالس في زاوية المسجد مما أدى إلى تشويش وعدم سماع صوت الشيخ وهو يتلو القرآن ويدعو، ارتبك الجميع ولم يستطيعوا التركيز في أداء الصلاة وتدبر آياته الله والخشوع، هنا لا بد من طرح هذا السؤال: أين نحن عن آداب المسجد؟!
جميل منا أن نربي أولادنا على تعلم الصلاة والتعود عليها، ولكن الأجمل هو المحافظة على آداب المساجد أثناء الصلاة سواء الصلوات الخمس أو التراويح، جميل منا أن نعلم أولادنا كيف يتصرفون أثناء وجودهم في بيته سبحانه!
كلنا نريد تعليم أولادنا على حب الطاعة وإخلاص العبادة، ولكن لا بد من غرس المبادئ والقيم والعمل بها، لا بد من تعليم أولادنا من نعومة أظافرهم حتى بلوغهم سن الرشد كيفية الالتزام بالهدوء والسكينة وعدم التشويش على الآخرين بالقراءة بصوت مرتفع حتى لا نكون مصدر قلق للمصلين، ومن الأمور التي قد تزعج الكثير ونلاحظها هي كثرة الحركات والهمسات، واللعب في المصاحف، لا بد من احترام قدسية المكان وروحانية الأجواء فيه، الهدوء والسكينة، الخشوع وتدبر الآيات أثناء قيام الصلاة.
لذلك نحن بحاجة لأن نعطي أولادنا دروسا وملاحظات وتعليمهم كيف يتصرفون في المساجد، تعليمهم آدابها، تذكيرهم بأن للمساجد حرمة وتوعيتهم بذلك، برغم معرفتنا الكبيرة أن صلاة المرأة في عقر بيتها أفضل من صلاتها في المسجد، ولكن لروحانية رمضان وارتفاع صوت القرآن ترغيب لصلاة الجماعة في المسجد للقيام لأداء صلاه التراويح، كما ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها).