لست ممن "هشتق" رئيس مجلس إدارة غرفة جدة صالح كامل على موقع "تويتر"، بعد وصفه الشباب بـ"المدلعين"، وقوله إن "دلع الشباب بهدلنا"!
بصراحة تمنيت لو أني شاركت في ذلك الهاشتاق، لأني علمت في اليوم التالي أن الملياردير "المشهتق" وصف الـ300 ألف مغرد الذين هشتقوه بـ"الدلوعين" أيضا!
عندما أخبروني بذلك لاحقا، ندمت كيف فوّت على نفسي مثل هذا الوصف، لكني كنت يومها مشغولا عن "تويتر" وهاشتاقاته بما هو أهم، إذ كنت أصل الليل بالنهار في عمل إضافي أؤمن من خلاله حياة كريمة لصغاري.
لم أكتب بهاشتاق #دلع_الشباب_بهدلنا زهدا في المشاركة، إنما كنت حينها كغيري من آلاف الشباب "تبهدلنا" الحياة من أجل الوفاء بمتطلباتها، فنحاول قدر ما نستطيع اللحاق بما تركه لنا الهوامير من فرص عيش كريم.
من الظلم أن يقف وصف الدلع من عدمه عند قبول الشاب السعودي العمل في محل بيع جوالات، أو سائق سيارة أجرة، أو نادلا في مطعم. إن كان الأمر كذلك، فأولاد من أسبغوا علينا مثل تلك الأوصاف أحق بها من غيرهم. كونهم في أوضاع معيشية أفضل ممن يُتهمون بـ"الدلع"!
بالمناسبة، أعرف ممن شارك في ذلك الهاشتاق شابا يعمل في محل بيع جوالات، وآخر أجبرته غطرسة رجل أعمال ابتلي بالعمل عنده، بعدما أغلقت كل الأبواب في وجهه، على البقاء من أجل تأمين لقمة عيش لأمه وإخوانه بعد وفاة والدهم.
الشيء الذي لم أفهمه بعد، هو سر تكرار تهمة "الدلع" من بعض التجار لبقية أفراد المجتمع، فلم نكد ننس عبارة "كفاية دلع" حتى جاءت إلينا "دلع الشباب بهدلنا"!.
على كل حال، سأجعل من الثالثة ثابتة، ولن أفوت على نفسي فرصة المشاركة في "هاشتاقات الدلع" القادمة كما فرطت بهما في المرتين السابقتين، ولو اضطررت للحضور على ظهر "بوكلين"!