في لغة خالية من التكلف، وفي سرد معاش وتجربة حية في أغلب مواقفها، دوّن الأستاذ (سعيد الدوسري) مواقف تربوية ضاحكة للطلاب والمعلمين، من خلال عمله في هذه المهنة وأسلوبه اللاذع لبعض السلوكيات غير التربوية التي يقع فيها بعض العاملين من المعلمين والطلاب، وتهاون الأسرة في تمتين العلاقة مع المدرسة، وتهديم ذلك الجسر الذي كان يربط بين البيت والمجتمع ومحاضن التعليم، استرعى انتباهي في كتاب الدوسري ورود قصيدة ساخرة دون أن يذكر قائلها، وقد أصاب بعض أبياتها التغيير، فهي تتحدث عن معلم اسمه (بشير) كان يقوم بتصحيح أوراق مادة (البلاغة)، وأثناء التصحيح وجد ورقة أحد الطلاب لم يجب فيها عن أي سؤال ووضع بدل الإجابة قصيدة ومنها: أبشير قل لي ما العمل ..واليأس قد غلب الأمل؟ _قيل امتحان بلاغة ..فحسبته حان الأجل _ وفزعت من صوت المراقب..إن تنحنح أو سعل _إلى آخر القصيدة، ولكن قائل القصيدة المجهول هو شاعر الجيش الشهيد الرائد ركن مظلي (تركي بن صالح مقبل العصيمي)، وقد استشهد في الحرم المكي الشريف عام 1400هجرية، وردت القصيدة كاملة في ديوانه (قلب في أبها) ضمن إصدارات نادي أبها الأدبي عام 1417 من الهجرة، وقد لحق التحريف بعض أبيات القصيدة عند الدوسري، وضمن المواقف الضاحكة التي ذكرها حكاية ذلك الطالب في المرحلة الابتدائية الذي اعتاد على إحضار مناديل في حقيبته يوميا، من أجل مسح السبورة، ولما طال به الأمر وجد مسّاحة جيدة في منزلهم فأخذها إلى المدرسة وجربها على السبورة فكانت رائعة! لقد مسحت الكتابة بسهولة فوضعها في حقيبته، وفي أحد الأيام امتلأت السبورة بالكتابة فسأل المعلم الطلاب عن المسّاحة فأخرجها الطالب من حقيبته وأعطاها للمعلم، الذي تغير وجهه عندما رآها وسأل الطالب عنها فقال: أنا أحضرتها من المنزل، أخذ المعلم دفتر (الواجبات) الخاص بالطالب وكتب فيه رسالة موجهة إلى والدة الطالب تقول: (انتبهي لأغراضك الشخصية) كرر المعلم كتابة هذه الجملة في أيام متفرقة، ولكن لم تفهم الأم ماذا يعني المعلم إلا بعد تفتيش حقيبة ابنها، حيث وجدت في داخل الحقيبة (فوطة صحية من ذوات الأجنحة)!. بينما كانت المعلمة تشرح لطالبات الصف الثالث الابتدائي عن الاتصالات الحديثة مثل الهاتف والبريد والفاكس، رفعت إحدى الطالبات يدها وقالت: نحن يا أستاذة عندنا فاكس في البيت، شجعتها المعلمة على إكمال حديثها وقالت: وكيف تستخدمونه؟ فقالت: نتدهن به، التلميذة كانت تقصد (الفكس)!. أوصى أحد الطلاب الفاشلين زميله أن يخبره بنتيجة الامتحانات، وحتى لا يعرف أهله نتيجته اتفق معه إذا كان راسبا في مادة أن يقول له: محمد يسلم عليك، وإذا كان راسبا في مادتين أن يقول له محمدين يسلم عليك، ولكن الطالب رسب في جميع المواد، فجاء زميله وقال له: أمة محمد يسلمون عليك!.