الكثير من الدلالات والمعطيات تظهر عند تسليط الضوء على أحد الأهداف الإستراتيجية في تقنية المعلومات والاتصالات، والتي تم الإفصاح عنها في رؤية المملكة 2030، والمرتبطة بردم "الفجوة الرقمية في مهارات مستخدمي المعلومات"، من خلال زيادة عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة. فبحسب ملف الرؤية التفصيلي، فإن نسبة عدد مستخدمي الإنترنت الحالي يبلغ 36.7 %، وتهدف الرؤية خلال السنوات الخمس المقبلة حتى عام 2020 الارتفاع بالنسبة الحالية إلى مصاف الـ85 %، وهو يمثل تحدياً كبيراً لسلطات المعلومات، بشأن تطوير البيئة التحتية الرقمية على نطاق واسع.
الألياف الضوئية
وفقا لتقرير مطول حديث صادر من إحدى الشركات الكبيرة المتخصصة في الحلول الرقمية التقنية (IDC)، تحت عنوان "رؤية المملكة 2030: تصور للتحول المعتمد على التقنية.. رؤية مبدئية"، فإن الزيادة مرهونة بـ"نشر شبكات الجيل القادم والألياف عالية السرعة لنقل كميات هائلة من البيانات".
وتوقع تقرير IDC توصيل الألياف الضوئية إلى 90 ? من المنازل في المناطق الحضرية، و66 ? من المنازل في مناطق أخرى، وبناءً عليه – وفقاً للتقرير- ستصبح عمليات نشر الألياف الضوئية الجديدة والاستثمارات المستمرة في ترقيات البنية التحتية من أهم العوامل الرئيسة لتحقيق النجاح.
وتعتبر الألياف الضوئية ضرورية للغاية لتقديم خدمات إنترنت عريضة النطاق ذات جودة عالية وسريعة مطلوبة لتحقيق التحول الاقتصادي، كما ستصبح الاتصالات بالنطاق العريض المتنقل إلزامية، وخاصةً في ضوء مطالبات المواطنين المتزايدة على التغطية الشاملة والمستمرة، وفي ظل التأثير الشديدة للرقمنة وظهور تطبيقات إنترنت الأشياء، سيزيد اعتماد المواطنين على الإنترنت في كافة نواحي حياتهم.
تقنية الجيل الخامس
أكد القائمون على التقرير المعلوماتي أن تقنية الجيل الخامس (5G) ستوفر جميع الإمكانات والحلول التي يُطالب بها المواطنون في المملكة، لذا ستتوسع الاستثمارات في تعميم وترقية وتحسين خدمات الجيلين 4G و4.5G كضرورة لإحراز التقدم.
وتهدف رؤية 2030 إلى أن تصنف ثلاث مدن رائدة في المملكة بين أفضل 100 مدينة في العالم بحلول عام 2030، بالإضافة إلى ضرورة وجود استثمارات ضخمة في مجال الطاقة والمبادرات البيئية وإدارة المباني والمنازل الذكية لتحقيق هذا الهدف، والتي سيُدعم كل منها بواسطة إنترنت الأشياء.
لذا فإن تطوير بنية تحتية لاتصالات محلية تتسم بقوتها ومتانتها أمر بالغ الأهمية لنجاح مبادرة رؤية 2030، فوجود بنية تحتية رقمية متطورة جزء لا يتجزأ من تمكين المواطنين من رسم ملامح المستقبل، وتزويد الشركات بالأدوات اللازمة للدفع نحو المزيد من النمو والمرونة وشحذ روح المنافسة.
وتتميز البنية التحتية الرقمية بتجهيزها تجهيزًا كاملاً لمعالجة بلايين البيانات ومقاطع الفيديو عالية الوضوح، وملايين الأجهزة المتصلة التي من شأنها جذب المستثمرين وتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد السعودي.