حضرت من قبل عشرات الاحتفالات والمناسبات العامة، ونصفها أو أكثر كان في حياتي الجامعية أو العملية. لكنني وخلال مشوار دراستي العليا لم أستمع إلى كلمة خريجين في كل مشواري الدراسي في أربع جامعات بمثل ما استمعت إلى هذا الخيال المدهش لكلمة الخريجين في حفل الدفعة الأخيرة لجامعة الملك خالد. وسأعترف أنه من الصعب أن يتحدث الكاتب عن بيئة عمله ومقر وظيفته لأنه بالطبع لن يكون على الحياد، ولكن: كنت أتمنى لو أن تلك الكلمة "الفيلم" تدخل إلى كل فصل دراسي وقاعة جامعية، بل وإلى منزل كل أسرة وداخل كل مخيم أو منشط عام. كلمة خريجي جامعة الملك خالد كانت فكرة مدهشة. تبدأ الكلمة بفيلم عن حياة طالب جامعي لا يحكي سوى معاناة آلاف الأسر السعودية مع أولادها في حروب الأفكار. قصة شاب يخرج من الثانوية العامة بمعدل متفوق ليدخل كلية الطب. يكتشف أن بالحياة الجامعية عشرات الخلايا التي تحاول اصطياد كل عقل تائه مضطرب. تستغل فيه قصة "التعثر" الدراسي، وهذا هدر يحدث على الأقل لخمس طلاب أي جامعة. طالب يتحدث في هذا الفيلم التاريخي عن التباس العقل ما بين مصطلحي "الأمة والوطن"، رغم أنهما أبداً لا يتعارضان، ولكن هذا إملاء الخلية، شاب يشاهد أخيه الأصغر وهو يودع والديه ذاهباً إلى جبهة الشرف على حدود هذا الوطن، فلا يفكر هذا الشاب إلا بتكرار منظر "تكفى"، ونحن نعرف ماذا تعني "تكفى يا سعد". فجأة ينهض هذا الشاب من الكابوس. يذهب لأساتذة كلية الشريعة الكرام في الجامعة ليلقي عليهم كل الأسئلة. ليستيقظ على أجوبتهم ليعود إلى كليته ثم يخرج إلينا ليقول هذه التجربة في كلمته بعيد نهاية الفيلم، ويحكيها إلى هذا العالم "طبيباً" بثلاث لغات. شكراً لابني الطبيب الدكتور عبدالرحمن بن قطومة، فقد كنت خيالاً في الفيلم الاستثنائي مثلما كنت في "الكلمة" رسالة جامعتك إلى كل شاب وفصل وقاعة ومدرسة وشارع ومنزل. شكراً معالي مدير جامعة الملك خالد الدكتور عبدالرحمن الداود، فلو لم يكن في تاريخ حفلات التخريج الجامعية، وفي أي مكان، إلا هذا "الفيلم... الكلمة" لكفى، والخلاصة أنني أستأذن أصحاب المعالي وزراء التعليم والثقافة والإعلام أن يذهب هذا "الفيلم" إلى كل مدرسة، وأن يعرض على كل قناة سعودية متاحة، لأنه درس هائل في الاختطاف الفكري مثل ما هو في المناصحة.

أصحاب المعالي: هو فيلم تاريخي يجب أن يشاهده كل طالب في مدارسنا وجامعاتنا فلا نفوت الفرصة... انتهت المساحة.