تابعت أمس، حكاية طريفة لمبتعثة ومبتعث متزوجين، للتو خرجا من سن المراهقة. تقول الأخبار إنهما أعلنا إلحادهما!
هكذا ببساطة، من مرحلة "بلاي ستيشن" إلى الإلحاد. دائما أفرز هذه الأخبار وأصنفها تحت الأخبار المسلية التي يتلاشى أثرها بمجرد الانتهاء من قراءتها!
لو كانت قضية الإلحاد تتعلق بشخص في الخمسين -أو مفكر في الستين- لكانت تستحق التأمل والنقاش، إذ ما هي التحولات الفكرية والنفسية والاجتماعية التي مر بها هذا الشخص حتى أوصلته إلى الإلحاد!
ثم -وهذه نقطة مهمة جدا- الذين يعلنون إسلامهم في بلادنا، وغير بلادنا بالآلاف، ومكاتب الدعوة والإرشاد في بلادنا تقوم بجهود مشرّفة، وتعلن عن إسلام الآلاف كل عام، فلماذا نتجاهل كل هذا، نتوقف عند مراهقين اثنين أعلنا إلحادهما -هذا إن كان ما فعلاه إلحادا بالفعل- وهما للتو دخلا سن التكليف الشرعي!
الناس أدمنت الإثارة و"الأكشن" بشكل مَرَضي. وصل الأمر لدى كثيرين إلى درجة الهوس. وصلنا إلى هذه المرحلة: كل ما عليك هو أن تضع كلمة "فضيحة" أو "إلحاد" فوق أي تغريدة، أو مقطع تود إرساله، واستمتع بالنتيجة المذهلة!
أفلام الأكشن ترتبط بالمغامرة والإثارة. جزء مما حولنا يتم بطريقة الأكشن، حتى وإن كانت غير مقصودة، وهناك بالفعل أناس يعشقون الأكشن بشكل غير مفهوم، يلاحقون الأخبار الشاذة، ولا يمكن أن تتحقق لهم المتعة دون أكشن!
يدخل "تويتر"، فإن لم يجد "هاشتاق" مشتعلا أو قضية، أو جدلا صاخبا، أو فضيحة، يشعر بالامتعاض ويخرج، بل وربما يشعر بالكآبة!
أعلم يقينا أن هناك من يستغل بعض القضايا لأجندته الخاصة، فالذي يعارض الابتعاث سيجد مثل هذه الأخبار الشاذة فرصة لدعم توجهاته وقناعاته، والذي يصادم التيار المتشدد سيجدها فرصة لإثبات قناعاته بأن ما يحدث نتيجة لما يعانيه الناس من آثارهم وآثار فتاواهم!
والكثيرون تائهون بين هؤلاء وأولئك، والذي أود قوله في الختام: إن علاج مثل هذه الأخبار هو تجاهلها، وتجاهل أصحابها، وعدم صناعتهم أبطالا ونجوما، أو على الأقل تصنيفها، كما ذكرت في بداية المقال ضمن الأخبار المسلية التي يتلاشى أثرها بمجرد الانتهاء من قراءتها!