بعد مضي 15 عاما، أفصح الخبير في المباني التراثية ناجي بو سرور –متعهد إعادة إعمار سوق القيصرية "التاريخية" وسط المنطقة التاريخية لمدينة الهفوف التابعة للأحساء- عن ظروف وأسباب تأخر البدء في إعادة أعمار "القيصرية"، بعد نشوب الحريق فيها، حيث أرجع ذلك إلى تكوين لجان متخصصة للبت في الطريقة المثلى لإعادة إعمار السوق وإعداد المخططات والمواصفات اللازمة للتنفيذ ثم إجراءات طرح المناقصة وإعادة الطرح مرة أخرى لعدم توافر الشروط المطلوبة في المتقدمين في الطرح الأول، إضافة إلى ذلك رغبة الهيئة العامة للسياحة والآثار في عمل تنقيب أسفل مبنى القيصرية، بسبب توارد أنباء عن وجود مصرف "مركزي" للعثمانيين أسفل القيصرية ونفق يصل بين القيصرية وقصر إبراهيم التاريخي، الأمر الذي دفع بالمسؤولين في وكالة المتاحف والآثار في وزارة المعارف –آنذاك- إلى طلبهم المزيد من إجراء التنقيب أسفل القيصرية، وعزز من تلك الأبناء ضبط عمالة آسيوية بحوزتها عملات نقدية "قديمة، عثروا عليها في أنقاض "القيصرية" بعد أعمال الهدم، وجرى التحفظ على العملات ونقلها إلى المتحف في المحافظة، علاوة على الخروج المفاجئ للعثمانيين من الأحساء.
وأبان أبو سرور، الذي كان يتحدث مساء أول من أمس في ندوة "سبتية إضاءات" لعضو المجلس البلدي السابق علي السلطان، والتي تأتي متزامنة مع دخول الأحساء ضمن شبكة المدن الإبداعية في اليونسكو، أن أعمال الهدم كشفت عن غرفة أسفل أحد المحال في القيصرية، كانت تستخدم لتخزين البضائع للباعة الحاليين، ولم تكن مصرفا.
وأشار إلى أن "القيصرية" يتجاوز عمرها 600 عام، وأن آخر ترميم وتوسعة لها كانت قبل 150 عاما.