صرح وكيل وزارة الدفاع الباكستانية السابق، الجنرال آصف ياسين ملك، بأن المسار التجاري الجديد بين الهند وإيران وأفغانستان الذي ينطلق من ميناء "جابهار"، يشكل خطرا أمنيا على إسلام أباد، موضحا أن طهران تحاول فرض عزلة على بلاده. وأشار ملك إلى أن خطة تطوير ميناء جابهار ترمي لأن يكون ندا لنظيره الباكستاني في بلوشتان، المطل على البحر العربي، لافتا إلى أن نيودلهي وافقت على منح قرض لطهران، قدره 500 مليون دولار لتطوير الميناء. وذكر الجنرال ملك، في ورقة عرضها أخيرا، في منتدى فكري بإسلام أباد، أن طهران هي محور التحالف الثلاثي الهندي - الإيراني - الأفغاني، وقال إنه يشكل تهديدا أمنيا لباكستان ويسعى لعزلتها إقليميا ودوليا. واتهم ملك، وزارة الخارجية في بلاده، بارتكاب أخطاء عديدة في وقت تواجه باكستان سياسة عدوانية من الدول المجاورة، ويقوم الجيش الباكستاني بحرب ضد الإرهاب يتوقع أن تطول، حسب قوله.
خطورة كبرى
أوضح الجنرال المتقاعد، نديم لودهي، في مشاركته بالمنتدى الفكري، أن ما سماه التحالف الثلاثي يشكل خطورة كبرى على أمن باكستان القومي، مشيرا إلى أن ذلك سيؤثر في استراتيجية بلاده القائمة على تحقيق التكامل الاقتصادي ما بين جنوب آسيا وجمهوريات آسيا الوسطى من خلال مشروع "رواق الطاقة الصيني - الباكستاني"، كما يلقي هذا التحالف بتداعياته السلبية على محاولات إسلام أباد لحل الحرب الأهلية في أفغانستان، بالطرق السلمية. وأضاف "التحالف سينعكس بصورة سلبية على الحدود الباكستانية - الأفغانية، حيث ينشر الجيش الباكستاني قوات قوامها 140 ألف جندي لحمايتها وإحباط محاولات الإرهابيين التسلل من خلالها إلى باكستان".
مؤامرة إيرانية
دعا لودهي إلى تقوية علاقات بلاده مع الصين في المجالات العسكرية والأمنية، والإسراع بإنجاز مشروع "رواق الطاقة الصيني- الباكستاني"، كما شدد على زيادة قدرات بلاده العسكرية وأسلحتها التقليدية والنووية ليكون ذلك ردعا لـ"أية محاولات عسكرية هندية-إيرانية للنيل من سيادة واستقرار ووحدة أراضي باكستان".
وكانت المؤسسة العسكرية الباكستانية، اتهمت إيران، في وقت سابق، بأنها تتعاون مع أجهزة المخابرات الهندية وتدرب جواسيسها في مطار جابهار ثم تمكنهم من دخول إقليم بلوتشستان المجاور لدعم حركة التمرد البلوشي في الإقليم وفصله عن باكستان.