يخوض الكاتب المتخصص في البيبلوجرافيا الروائي خالد اليوسف معركة يصفها بالصعبة، وهو يدعو الأدباء إلى الانضمام لـ"معجم الأدباء السعوديين"، وتزداد المعاناة مع الجيل الجديد، الذين لا يأبهون ولا يهتمون بسيرهم وموضوعها، معبرين عن غرور وصلف (حسب رأيه). وقال اليوسف لـ"الوطن" وهو يشرح معاناته مع الأدباء: كتاب تراجم وسير متخصص بالأدباء السعوديين، يُعنى بكل أديب له نتاج مطبوع في مجالات الإبداع الأدبي، أو أديب له نتاج منشور في جميع الوسائط المقروءة، ويشهد عليه ما أنتجه والوسط الأدبي والثقافي، وليس له كتاب مطبوع، وكذلك من درس أو كتب أو أرخ للأدب السعودي وبطبعه الإلمام بالأدب السعودي. كتاب يترجم لكل الأدباء الذين شهدوا وعاشوا بدايات المملكة، وهم سعوديون، وتتفق المراجع على ذلك. مشروع الكتاب أخطط له أن يكون شاملا محيطا بكل الأدباء، ولن يهمل أحدا إلا من رضي بذلك، ويتحمل هو مسؤولية عدم وجوده في الكتاب.
البداية
عن بدايات المشروع أوضح اليوسف: في عام 1412/1992 كلفت بتطوير كتاب "دليل الكاتب السعودي"، وبعد ثلاث سنوات من العمل الحثيث صدر الكتاب، وهو تراجم وسير للأحياء الذين لهم كيان ووجود في الكتابة الأدبية والثقافية، وبفضل الله اعتبر المرجع الأول لكل من يبحث في هذا المجال، وبعده بـ15 سنة أصدرت كتاب أنطولوجيا القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية، وهو بالإضافة إلى أنه متخصص في القصة القصيرة: نصوصا متميزة، هناك السير والترجمة الجديدة والمركزة عن كل كاتب مشارك. وبعد اطلاعي على عشرات الكتب التي صدرت في هذا المجال، وجدت ضرورة أن أضع معجما شاملا لكل الأدباء السعوديين، لأن بعضها خاص بأدباء منطقة واحدة، وجاء فيها المجاملة وعدم التوازن في الترجمة، وهناك من أهمل الكثير من الأدباء، وهناك من تخصص في مجال أدبي معين، ومن هنا سعيت لوضع هذا المعجم منذ عام 1435/ 2014.
المعاناة
أوضح خالد اليوسف: هناك مئات الأدباء الذين لهم إصدارات أدبية، وليس لهم اهتمام بوضع سيرة لهم في كتبهم أو في أي مكان مرجعي عنهم، وهم من أرهقت منهم، ومن التواصل معهم، أو مع معلوماتهم الغائبة، ولهذا مع البحث بدأت أجمع معلومة معلومة وأدونها حتى تتراكم وتتكون سيرهم الكاملة، وأتمنى ألا تطول وانتهي قريبا ليرى الكتاب النور مع بدايات عام 1438/ 2017. وحقيقة لم أفكر ولن أشغل ذهني بمسألة من سينشر الكتاب، لأنه عمل وطني يؤرخ ويدون سير وتراجم أدباء المملكة، ولن يضيع جهدي بحول الله، لأنني سأجد من يثمنه ويتولى طباعته ونشره وتوزيعه للجميع.
مشاريع مماثلة
كانت دار المفردات السعودية للنشر والتوزيع، قد كُلفت من قبل الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بإصدار طبعة من دليل الأدباء في دول المجلس، وواجهت الدار معاناة كبيرة تمثلت في عدم تجاوب كثير من الكتاب والأدباء، مع الأمر وفقا لمالك الدار عبدالرحيم الأحمدي.
بينما أصدرت دارة الملك عبدالعزيز عام 2012 قاموس الأدب والأدباء في السعودية، منذ نشأة الدولة السعودية الحديثة، وهو مشروع أنجزته الدارة خلال 3 أعوام، في 3 أجزاء ضمت أكثر من 900 مدخل تشمل أدباء وأديبات في الشعر والقصة القصيرة والرواية والمقالة والمسرح والترجمة والسيرة الذاتية والدراسات الأدبية، وصحفا ومجلات وجمعيات متخصصة، وأندية أدبية وثقافية، وكتبا مهمة، وروايات رائدة، وجوائز أدبية، وكل ما يتعلق بالأدباء والأدب، أي قبل 126عاما.