أكثر شيء يمكن أن يشكل إعاقة بارزة في الطريق لتنفيذ رؤية 2030 هو السيل الهادر من أشكال التثبيط والتحبيط والتقعيد وبث روح اليأس والعجز في نفوس الناس الذين امتلأت أوردتهم بالحماسة والاندفاع للانخراط في هذه العجلة التنموية الهادرة.

لقد بدأ بعض أفراد حزب (إيه هين) في بث ونشر سلسلة من الأمثلة السلبية وإيراد عينات ونماذج لمثل هذه الرؤية والتدليل على أنها لم تنفذ أو أنها لم تنجح في إشارة ضمنية أو صريحة على أن رؤيتنا لن تبرح مكانها.

هكذا يفعل حزب (إيه هين) حين يزرع المرارة في طموحاتنا ويعيق تطلعاتنا ويستكثر علينا أن نفرح ولو بالحلم.

ليتهم يدعوننا نحلم لأن الإنجازات الكبرى تبدأ بالحلم ثم تتجسد خطة ورؤية ثم تنزل إلى أرض الميدان لتصبح واقعا.

لقد امتلأت الوسائط ومجاميع "الواتساب" بأمثلة سلبية تعرض لبعض التجارب التنموية والخطط التي لم تنفذ أو تلك التي لم تنجح، ويتم إيرادها ضمن بعض المقالات والرؤى التي لم تصل إلى أهدافها.

وليتهم تمثلوا بتلك الحالات ثم أخبرونا عن أسباب فشل تلك الرؤى، وما المعوقات التي وقفت في طرق نجاحها وحالت دون تحققها، فلو فعلوا ذلك ثم اتبعوا أمثلتهم بالنصح ووجوب الاتعاظ والحذر حتى نتجنب ما وقعوا فيه من عقبات حالت دون التطبيق لكانوا لنا من الناصحين، ولا شك عندي أن (رؤية المملكة 2030) والمشرفين على وضعها ثم من سيتولون متابعة تنفيذها قد وضعوا في اعتبارهم أن الرؤية ستواجه بعدد من العقبات، وستكون في صدام مع الممانعين الذين تتولى الرؤية سلب كثير من صلاحياتهم وامتيازاتهم المعنوية والمادية، وأنها ستأتي على حساب جمع من المتنفذين الذين زرعوا لأنفسهم في قطاعات الدولة مجموعة من التابعين الذين سيشكلون مصدات لرياح التغيير، والأكيد أنهم هم من يسهم في إشاعة روح الإحباط والتأييس، ويصطف إلى جوار هؤلاء حشد من الفاسدين الذين ينخرون في أجهزة الدولة ويتولون -دائما- إعادة عجلة التنمية إلى الوراء.

لهذا يتوجب على فريق (رؤية المملكة 2030) أن يضعوا برنامجا وطنيا لإدخال كافة فئات المجتمع في ورشة العمل، وأن يصار إلى نشر حلم الرؤية في كافة القطاعات الشبابية في مدارس التعليم وفي الجامعات وفي الأندية الرياضية وفي المجامع الثقافية، وأن يتم تحويلها عمدا إلى هاجس وطني وشعبي، وأن يتم إحياء هذه الرؤية كلما شعروا بأن جذوة الحماس بدأت تخمد أو تنطفئ، وقد يحسن أن تتم إقامة مهرجان شعبي ربع سنوي بحيث يتم فيه إعلان ما تم إنجازه، وأن ينشر ذلك في وسائل التواصل والوسائط والإعلام لرفع درجة الولاء والانضواء والمشاركة لدى جميع الأطياف.

تعالوا بنا لنجعل رؤية المملكة 2030 همًّا مجتمعيا وهاجسا شعبيا وحلما يتصاعد ويتجسد واقعا، ولن يتأتى ذلك إلا بإدخال كل الناس فيما يحدث من تحولات وفيما قد تم إنجازه من خطوات، وهذا هو ما سيكفل للرؤية أن تستمر في ظل ما قد تواجهه من إحباطات حزب (إيه هين). وستكون بارقة الأمل والنجاح مختبرة بصورة أوضح في عام 2020، أي بعد 4 أعوام فقط، وهي التي ستظهر معها بدايات غراس الرؤية، وإن عام 2020 لناظره قريب.