الفيلسوف التونسي محمد المرزوقي كتب في حسابه عن الرؤية السعودية عدة تغريدات أهمها:
"الإصلاح السعودي هو آخر فرصة للعرب وليس للسعوديين وحدهم، فإذا ضربوها انتهى كل أمل للاستئناف".
يقصد أن القوى الغربية لن تقف مكتوفة اليدين وهي تشاهد العملاق السعودي يقف على قدميه ناهضا بأمته الإسلامية.
رغم أن ما قاله أبو يعرب جدير بالأخذ بالحسبان إلا أن هناك أمورا أهم يجب أن تؤخذ بالحسبان لنجاح هذه الرؤية، وهي أن النجاح في معظمه يأتي من الداخل والفشل كذلك.
إن العالم الغربي لن يرد بنا خيرا، ولدينا من النصوص ما يؤكد لنا ذلك، فلسنا على دينهم، ولسنا تابعين لهم ثقافيا ولسنا جزءا من تكتلهم، لكن قدرتهم على سلبنا، فرصتنا على النجاح تعتمد علينا وليس عليهم.
إن أي خطة لإفشالنا لا بد أن تصدم بجدار قوي من التحالف والتآزر، خاصة خلف قياداتنا، وكما سمعنا خطاباتهم العلنية، إن طريقهم إلينا يتم عبر زرع عدم الثقة بقياداتنا، فإذا وجدوا شعبنا ملتفا على راية قائده سترتد أي ضربة منهم عليهم وليس علينا.
كما أن هذه الرؤية يجب أن تخضع في كل خطواتها للرقابة والمسؤولية، وكل رجل يعمل فيها يجب أن يتم التأكد من صدقه وإخلاصه ونقاء يده.
إن لدينا مشاريع كثر لم تنجز، وأنجز القائمون عليها مشاريعهم الشخصية، فصاروا أصحاب قصور وملايين، وهم موظفو دولة برواتب محدودة، ولم يسألهم أحد من أين لهم ذلك؟ لذا لا يجب أن يكون المال سائبا، بل يجب أن يخضع كل ريال للرقابة والتمحيص، وتطبق المعايير الصارمة على جودة الإنتاج.
إن العالم سيظل يتحدث عن هذه الرؤية وسيتابع تحققها، لذا لم يعد الانتصار فيها ترفا، بل قرار مصيري ليس لسمو الأمير محمد بن سلمان ورجاله وحدهم، بل للأمة الإسلامية جمعاء، لقد فتح الأمير الشاب محمد بن سلمان، أبواب الأمل للأمة الإسلامية جمعاء، لذا واجب إنجاحه يستوجب الإيمان من الجميع بإمكانية تحقيقه من الداخل مع الحرص واليقظة بكل تأثير خارجي قد يقلل فرص نجاحه.