وسط عزلة إقليمية بسبب تدخلها في شؤون الدول المجاورة، تعمل إيران حاليا على تنفيذ مخططاتها بالتمدد في القارة الإفريقية، حيث شهدت دول غرب القارة ومن بينها السنغال وبنين وموريتانيا ومالي ونيجيريا، محاولات حثيثة من النظام الإيراني لنشر التشيع كبذرة لإنشاء خلافات طائفية بين أبناء هذه الدول.
واتهمت الحكومة الجزائرية أخيرا، جهات أجنبية - دون أن تحدد هويتها- بسعيها إلى نشر التشيع وسط الشباب في البلاد، خاصة في المناطق الحدودية القريبة من تونس والمغرب، فيما حذرت مصادر محلية من التوغل الإيراني داخل الجزائر.
وقال الباحث السياسي في الشؤون الإيرانية، عماد العالم، إن هدف التوغل الإيراني بإفريقيا هو تعتيم مبدأ الأغلبية السنية في تلك الدول الإفريقية والعربية، وإيجاد موطء قدم لها للاستفادة من موارد القارة السمراء وتزويد الجماعات المتمردة في بعض هذه الدول بالأسلحة، مقابل الحصول على الماس واليورانيوم.
الاستفادة من اللبنانيين
وأضاف أن إيران تستهدف أيضا إيجاد مناطق سيطرة لها في إفريقيا، تستطيع من خلالها مساومة القوى الغربية وتجنيد أفراد من تلك الدول لتكون خلايا نائمة تستطيع تنشيطها في أي وقت والاستفادة منها داخلياً وخارجياً، كما تفعل الآن مع الأفغان والباكستانيين الذين زجت بهم في الحرب السورية، لافتا إلى أن إيران تستفيد من آلاف اللبنانييـن المقيمين بإفريقيا والذين يسـاندونهم ويدعمون بالمال والمعلومات لنشر التشيع وبناء الحوزات العلمية والمراكز الثقافية.
وحذر الباحث عماد العالم من نشاط الملحق الثقافي الإيراني بالجزائر، أمير موسوي، الذي يعد عراب نشر التشيع في الجزائر، فضلاً عن استدراج طلبة إيرانيين للدراسة في هذا البلد، ومن ثم تهيئتهم للعب دور مستقبلي مرسوم لهم يتمثل بتبني السياسة الخارجية الإيرانية وتجنيد أفراد لدعم توجهات طهران في المنطقة، ليشكلوا في النهاية قنابل موقوتة تستطيع طهران استخدامها متى شاءت.
نتائج سريعة
قال المحلل السياسي في شوؤن الشرق الأوسط، فادي عيد، إن تحرك إيران في دول غرب إفريقيا يزيد كثيرا عن تحركها في الجزائر وشمال إفريقيا، ورغم ذلك فإن هذا التحرك جاء بنتائج سريعة ومن بينها المطالبة ببناء مساجد خاصة، بعد أن أثبتت تجربة الحسينيات السرية محدوديتها في جلب المزيد من الأتباع بالجزائر، وأضاف أن المتشيعين بالجزائر ألمحوا للسلطة الحاكمة بالاعتراف بهم رسميا كمكون أساسي في المجتمع، والسماح لهم ببناء الحسينيات، موضحا أن نشاطهم السري يحمل العديد من علامات الاستفهام في الجزائر وفي كل دولة تنشأ فيها جماعات موالية لإيران.