أعلن صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، عن "رؤية السعودية 2030"، وتضمنت في محتواها تركيزا كبيرا على الجانب الاقتصادي والتنموي بشكل عام، وركزت على الأركان الأساسية لمقومات الأعمال المتطورة في الدول المتقدمة مثل مزايا التنافسية والخصخصة والقطاع الخاص وما إلى ذلك. الرؤية كانت رائعة كما رآها الكل في شموليتها وتفاصيلها المتوفرة، وسيتبعها قريبا -ربما خلال 45 يوما أو خلال أشهر قليلة- تفاصيل للبرنامج.
ارتفعت تطلعات المواطن وراهن على نجاح الخطة لسببين، الأول الحب والاحترام الذي يكنه المواطن لهذا الأمير الشاب، والثاني ليس أمام المواطن أي خيار، بل إنه مجبر أن يضع كل ثقته في هذه الخطة، ولكن هذا يحمل الوزارات مسؤولية كبيرة، فأي تعثر أو فشل سيكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وليس هناك كثير من الوقت المتاح لمحاولات أخرى، إما أن نكون أو لا نكون.
وضح سمو الأمير دور المواطن في تقييم الأداء لتحقيق أهداف الرؤية، ولذلك نحن كمواطنين نريد أن نشارك في وضع معايير المؤشرات للأداء لكي لا تكون الأعمال فضفاضة وغير مركزة، وأتمنى من "وزارة التخطيط والاقتصاد" توضيح الأداء السنوي للأمور المتعلقة بالوظائف والأعمال والواردات، حيث إن هذا الضامن الأكبر لتحريك الاقتصاد.
سيدخل سوق العمل في الـ15 عاما القادمة حتى عام 2030 أكثر من 6 ملايين سعودي ذكورا وإناثا، وسيتقاعد مليون سعودي منهم، حسب التقارير الرسمية. ولدينا حاليا بطالة تصل إلى 650 ألفا منهم 400 ألف من الإناث، إذا نحن بحاجة إلى 2.75 مليون وظيفة للذكور خلال الـ15 عاما القادمة و2.9 مليون وظيفة للإناث، ونستثني من المجموع 700 ألف بطالة مخطط لها، وهذا أمر غريب، ولكنه خارج موضوعنا هذا.
عند النظر إلى القطاعات المشغلة للمواطنين في القطاع الخاص، نجد أن 57% من المواطنين يعملون اليوم في قطاعي "التشييد والبناء" و"تجارة الجملة والتجزئة". أما بالنسبة لنوعية الوظائف فيعمل 60% من السعوديين في القطاع الخاص في أعمال "المهن الكتابية" و"مهن البيع" و"مهن الخدمات"، بينما يعمل فقط 12% من السعوديين في المهن الهندسية، و6% من السعوديين كـ"اختصاصيين" و9% "فنيون". بالنظر لهذه المؤشرات لا يمكن أن تتحقق الرؤية، فالمفترض أن يعمل السعوديون في أعمال متقدمة ترتقي لتطلعات الرؤية المستقبلية.
على وزارة التخطيط والاقتصاد رسم خطة واضحة سنوية حتى عام 2030 توضح عدد ونسبة السعوديين في القطاعات المختلفة وأيضا نوعية الوظائف. أيضا نحن بحاجة إلى خطة سنوية مشابهة توضح تفاصيل البطالة وكم ستكون النسبة السنوية، وعدد الموظفين لكل سنة.
بهذه المؤشرات نستطيع معرفة رؤية المملكة للوظائف عام 2030 ومعرفة مستقبل وظائف أبنائنا وبناتنا، ونستطيع تتبع تطوراتها سنويا ومقارنة إنجازاتنا في كل سنة بالخطط المرسومة كقياس لمؤشرات الأداء.