فيما تؤرق ندرة عيادات ضعف الإبصار، وعزوف أطباء العيون، وأخصائيو البصريات عن ممارسة هذا التخصص في المستشفيات الحكومية والخاصة، المصابين الذين لا يجدون وسائل العلاج، أوضحت الإحصاءات وجود مليون من مرضى ضعف الإبصار في المملكة، وفي المقابل لا توجد سوى 5 عيادات لهذا التخصص.



زواج الأقارب

قال أخصائي ضعف الإبصار في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور هاني الرحيلي لـ"الوطن"، إن "هناك ندرة في عيادات ضعف البصر في الغالبية العظمى من المستشفيات حتى المتخصصة في طب العيون، سواء كانت حكومية أو خاصة، ولا يوجد إحصاء دقيق لعدد المرضى من ضعاف البصر في المستشفيات، ولكن بعض الإحصاءات التي تمت بمجهود فردي وجدت أن من 5 إلى 6 ضعاف بالبصر بين كل 100 مراجع لأقسام العيون يوميا، وهذا العدد في ازدياد مستمر بسبب مضاعفات مرض السكري، إذ إن مجتمعنا الأعلى في معدلات الإصابة به عالميا، وكذلك المياه البيضاء، والمياه الزرقاء "ارتفاع ضغط العين"، والعيوب الانكسارية والكسل البصري"، مشيرا إلى أن زواج الأقارب من أهم المسببات لضعف الإبصار.



عزوف الأطباء

أوضح الرحيلي أن "هناك بعض الإشكالات التي تواجه المريض ضعيف البصر، وتظهر في العيادات المتخصصة، منها أن طبيب العيون أو دكتور البصريات لا يمكنه الكشف ما لم يحصل على دراسة متخصصة في الكشف على ضعاف البصر، أو التدريب المكثف للكشف والتعامل معهم، ولعل ذلك أحد أسباب عزوف أطباء العيون عامة وطبيب البصريات خاصة عن ممارسة هذا التخصص، ومن الإشكالات أيضا المدة التي يستغرقها الكشف على المريض، والتي ربما تمتد من ساعة إلى ساعتين، وكذلك بطء الاستجابة في اختبارات الفحص، وإعادتها أكثر من مرة، وهو ما لا يحدث مع المبصرين، ولعل أهم الأسباب ندرة الأطباء في هذا التخصص الاعتقاد العام في مجتمع طب العيون والمجتمع، بأن ضعاف البصر فئة ضئيلة جدا، لذلك لا يكون من الأولويات تخصيص مراكز وعيادات خاصة لها".



5 عيادات ومليون مريض

أبان أخصائي ضعف الإبصار أن "إحصاءات اللجنة الوطنية لمكافحة العمى "لمع" لعام 2010 تؤكد وجود مليون مريض بضعف الإبصار في المملكة، وأمام هذا الرقم الكبير الذي يتزايد سنويا، لا يوجد سوى 5 عيادات في هذا التخصص، وقد تكون أقل".

وأضاف أنه "يوجد أيضا إشكال عدم الفهم الكامل لمعنى ضعيف البصر، وذلك من الوالدين والمدارس والمسؤولين والإعلام والمجتمع بشكل عام، والاعتقاد بأن النظارة الطبية أو الجراحة ستجعل أي شخص يبصر ويعود طبيعيا"، مشيرا إلى تقصير مجتمع طب العيون والبصريات والإعلام في التعريف بهذه الفئة. وطالب الرحيلي بزيادة الوعي المجتمعي بفئة ضعاف البصر، ولفت الانتباه إليهم في كل الوزارات والشركات والمدارس والجامعات والأسواق، وإيجاد عيادات خاصة بهم قادرة على تأهيلهم وتوفير حلول كثيرة إلكترونية وبصرية وسمعية وتدريبية.



استقلالية وأمان

أوضح الدكتور الرحيلي أن "حل مشكلة ندرة عيادات ضعف الإبصار والتأهيل ونقص الكوادر المتخصصة يسهم بشكل مباشر في استقلالية ضعيف البصر، وإعطائه الأمان النفسي والجسدي لممارسة نشاطات الحياة اليومية دون مساعدة أو شفقة من أحد، وبالتالي يسهم في عملية التنمية وتطوير الأفراد.