لم يستطع أي ناد سعودي إيقاف نزعة العمل الجماعي والهدف الموحد ولغة الإيثار التي سطرها النادي الأهلي هذا الموسم، بكل لغات التضحية والعطاء وتوحيد الصفوف دعما ومؤازرة وتحفيزا، فكانت النتيجة تحقيق لقب الدوري بكل جدارة واستحقاق وامتياز.
والشيء الأكثر إبهاجا أن ترى إدارات أهلاوية سابقة في المشهد الحالي يدا بيد مع إدارة النادي، وكل منهم ينسب النجاح للآخر في واقعة من الصعب أن تراها في كيانات أخرى عصفت بها الاختلافات ونخرتها الإشكالات، وعششت داخلها الأنا المتضخمة والتكتلات وتقديم الأشخاص على حساب الكيانات ومكتسباتها ومقدراتها.
بالفعل، كان الأهلي يبعث رسائله السامية في تفعيل العمل الرياضي المختلف، المبني على وحدة الهدف كحراك جماعي، من أجل كتابة تاريخ أفضل لكيانهم الذي يستحق الأفضل والأنبل، وهذا حقهم بكل تأكيد، وعلى الآخرين أن يستمتعوا بعروض تاريخية كهذه، لا تراها سوى في الأهلي ورجاله ومحبيه ومجانينه.
ألف مبروك لكبير الأهلاويين وقلبهم النابض، الأمير خالد بن عبدالله، والتهنئة موصولة لأعضاء الشرف والإدارة واللاعبين والجماهير، وكل محب لهذا الكيان العريق.
وفي رأيي الشخصي، وقبل أن أختم هذا المقال، فإن الفريق الأهلاوي بهذا الحراك الماتع من حوله، مرشح قوي لخطف كأس الملك، فمن الحكمة والعدل أن ينتصر دوما العمل الجماعي البعيد عن الأنا وحب الذات، وهو ما نراه واقعا في كيان أهلاوي مختلف على جميع الأصعدة، وبالذات مكامن القوى شرفيا واستثماريا وفنيا، ولا يتبقى إلا المنطق الكروي لينصف هذا النادي الهادئ الجميل.