كشف وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ لـ"الوطن"، عن تنسيق شامل وكبير تجريه الوزارة مع علماء العالم الإسلامي، المؤثرين في كافة الدول الإسلامية، بهدف وضع آلية عمل مشتركة للرد على الهجمات الإيرانية، ومواجهة ما وصفه بـ"الفكر الإفسادي الإيراني"، والذي تحاول إيران من خلاله تفريق صف المسلمين وتفتيت مجتمعات أهل السنة والجماعة.

مواجهة التدخلات الإيرانية

شدد آل الشيخ على أن علماء المسلمين المؤثرين يدركون الخطر الإيراني، مشيراً إلى تواصل الوزارة المستمر مع أكثر من 150 مركزا وجمعية إسلامية في جميع دول العالم الإسلامي، بالإضافة إلى استضافة الوزارة لـ400 من علماء المسلمين "المؤثرين" ضمن برنامج العمرة، ولقائه بهم في مكة المكرمة، حيث عبروا عن استعدادهم للوقوف مع المملكة في مواجهة التدخلات الإيرانية، مضيفاً أنهم عبروا عن استنكارهم ورفضهم التام لأي محاولة إيرانية لتسييس الحج.

جاء حديث الوزير آل الشيخ خلال زيارته لوكالة الوزارة لشؤون المطبوعات والبحث العلمي، ظهر أمس التقى خلالها منسوبي الوكالة وافتتح المكتبة الجديدة وقاعة المحاضرات، ودشن موقع مجلة "دراسات إسلامية" على شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت"، كما دشن بوابة الوكالة الإلكترونية وكرم عددا من الموظفين المتميزين.

التصدي لتسييس الحج

قال آل الشيخ في إجابته عن سؤال "الوطن" حول دور الوزارة في التصدي لمحاولات إيران لتسييس الحج "إن لدى وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد اتصال مكثف ومتواصل بجميع المراكز والجمعيات الإسلامية في مختلف بلدان العالم الإسلامي، ويوجد تنسق عميق بين الوزارة وبين جميع علماء المسلمين في دول الخليج وتونس ومصر والجزائر والهند وإندونيسيا وباكستان وفي إفريقيا والجمهوريات الإسلامية، وبقية بلدان العالم الإسلامي كافة، مضيفا أن التنسيق يأتي بهدف التصدي المشترك للرد على الهجمات الإيرانية، مؤكدا أن علماء المسلمين المؤثرين مدركون تمام الإدراك للخطر الإيراني، ويعون رغبة طهران في بث الفرقة بين المسلمين وتفتيت مجتمعات أهل السنة والجماعة، وهنا يأتي دور الوزارة المتمثل في التواصل مع جميع علماء المسلمين لرص الصفوف حتى نكون يداً واحدة في مواجهة هذا الفكر الإفسادي الإيراني.

وأضاف: "هناك الكثير من اللقاءات والمؤتمرات والندوات والإصدارات التي تتبناها وزارة الشؤون الإسلامية بالتعاون مع الجمعيات والمراكز الإسلامية في مختلف بلدان العالم والتي يفوق عددها 150 مركزاً وجمعية، كما استضافت الوزارة عبر برنامج العمرة أخيراً 400 من علماء المسلمين المؤثرين، من مفتين ورؤساء دور الإفتاء ورؤساء الجمعيات والمراكز الإسلامية، والتقيت بهم في مكة المكرمة، وأبدوا رغبتهم الكاملة لأن يهيئوا للتنسيق بين المملكة وبين تلك الجهات، ولدى الوزارة برامج نوعية للتواصل والتنسيق مع النخب الإسلامية المؤثرة في جميع بلدان العالم الإسلامي، تهدف إلى إيصال رؤية المملكة لعلماء المسلمين وإيصال رؤية علماء المسلمين إلى المملكة.

تفريق المسلمين

لفت آل الشيخ إلى أن إيران تسعى إلى فرقة المسلمين فيما تسعى المملكة إلى توحيد كلمة المسلمين، مؤكداً أن أعمال إيران مرفوضة ليس منا في المملكة فقط، بل هي مرفوضة من العالم الإسلامي برمته، وهناك كثير من علماء العالم الإسلامي تواصلوا معنا، وعبروا عن تنديدهم بالتصرفات الإيرانية ومحاولتها تسييس الحج وبث الفرقة بين المسلمين، وأبدوا استعدادهم لعمل أي شيء والوقوف بجانب المملكة فيما تراه مناسبا للتصدي لأي محاولة لتسييس الحج.