انتظر المخرج عامر الحمود 11 عاما حتى تبت لجنة النظر في المخالفات بوزارة الثقافة والإعلام في قضيته ضد ناصر القصبي وعبدالله السدحان, ويكسب من خلالها حكما لصالحه ينص على أن يكون اسم "طاش" من حقه, بالإضافة إلى تعويض محترم, و"أيضا تغريم أطراف القضية كلهم مبلغ 5 آلاف ريال نظير مخالفتهم الأنظمة وعملهم مع بعضهم دون عقود"! إذاً أين العقد الذي يثبت ملكية اسم "طاش" لعامر الحمود؟!

أستغرب أن تثار قضية الخلاف على مسلسل تلفزيوني شهير بحجم طاش, دون أن تكون هناك عقود بين مخرجه وأبطاله مذيلة بتواقيعهم, وإذا كان الأمر صحيحا فأعتقد أن القضية يلفها الغموض المثير للتساؤلات, فمن غير المعقول أن يدعي شخص ما أنه يملك حقوقا فكرية لأي عمل مهما كانت طبيعته دون أن يكون هناك ما يثبت هذه الحقوق, ولا ننسى أن العقد هو شريعة المتعاقدين!

القضية أثيرت هذه الأيام من جديد, فبعد أن كسبها عامر الحمود ظهر طرف ثالث هو الفنان عبدالله السناني, الذي قال إنه صاحب الحق في إطلاق استخدام اسم "طاش ما طاش" على المسلسل! السناني يؤكد أن طاش هي لعبة شعبية ولا يحق لأي شخص امتلاك اسمها سواء كان السدحان أو القصبي أو الحمود, إلا أن الحمود لم يقف مكتوف الأيدي بل بادر بتهديد السناني بأنه سيقيم عليه دعوى تزوير! السؤال: لماذا خرجت يا سناني في هذا التوقيت بالتحديد؟!

الكل أصبحوا يتعاركون على هذا المسلسل الذي شكل علامة فارقة في الفن السعودي, ففي حين كانت الدراما السعودية تحاول النهوض والاعتماد على نفسها, لم يعرف الجمهور في شهر رمضان إلا هذا المسلسل, كان وما زال يمثل بالنسبة للسعوديين متنفسا عن كثير من الأعباء فهو يعالج مشكلاتهم ويناقش قضاياهم ويجعلهم يضحكون ولو بشيء من السخرية.

الكل نسوا ذلك وباتوا يحاولون اقتسام كعكة هذا المسلسل الشهير, الذي يبدو أنه يسير نحو المجهول بعد أعوام طويلة من العطاء.

العمل الفني بقيمته وكياناته, من وجهة نظري, ليس ملكا لأحد. على الأقل هذا رأيي.

أعمال كثيرة أثير حولها كثير من قضايا حقوق الملكية الفكرية, فذبلت وانتهت, فخذ مثلا على ذلك: أليست فيروز ملكا لجمهورها؟ لماذا أصدرت محكمة في وقت سابق حكما بإيقاف فيروز من الغناء, بحجة أن ما ستقدمه كان مشتركا فيه طرف آخر ولا يحق لها تقديمه إلا بموافقة هذا الطرف الذي مات منذ زمن؟!

هي العقود.. والمال إذن!