تعد البطالة من المشكلات الخطيرة التي تعاني منها الدول، وذلك لما لها من انعكاسات سلبية على شتى جوانب المجتمع، إذ تترتب عليها مشكلات اقتصادية تؤدي إلى فقدان الأمن الاقتصادي.
وأكدت دراسة حديثة عن "عوامل البطالة في مدينة الرياض" للدكتورة نوال الحربي نشرتها جامعة نايف للعلوم الأمنية، أن أهم أسباب البطالة في المجتمع السعودي من وجهة نظر المتعطلين في مدينة الرياض هو عدم توافر فرص عمل كافية، حيث بلغت النسبة نحو 26 % وتليه الواسطة والمحسوبية بنسبة 22 %، ثم شرط الخبرة التي لا تتوافر لدى معظم الشباب 18 %.
آثار البطالة
أوضحت الدراسة بعض الآثار المترتبة على البطالة من وجهة نظر المتعطلين، حيث يأتي عدم الشعور بالاستقلال الذاتي في المرتبة الأولى، ومن بين الآثار المترتبة على البطالة بنسبة 19 %، يليه انحراف أحد أفراد الأسرة بنسبة 18 %، وفي المرتبة الثالثة يأتي الفقر بنسبة 13 %، مبينة أن 80 % من العاطلين يفضلون القطاع الحكومي في حين يظهر أن هناك قرابة
16 % يفضلون العمل بالقطاع الخاص، وقد يرجع السبب في تفضيل الشباب السعودي انتظار الوظيفة الحكومية على وظيفة جاهزة في القطاع الخاص لعدة مميزات، منها تحقيق الأمان الوظيفي، انخفاض مستوى الجهد المطلوب من العامل في الوظيفة الحكومية مقارنة بالقطاع الخاص، كذلك انخفاض ساعات العمل في المنشآت الحكومية من كثرة الإجازات السنوية والرسمية مقارنة بالقطاع الخاص الذي يعاني فيه الشاب السعودي من قلة الحوافز والمكافآت وانخفاض أجور العاملين أو تعيينهم على وظائف لا تتواكب مع مؤهلاتهم وقدراتهم وعدم تدريبهم لتأهيلهم للأعمال الموكلة إليهم.
حالات التعطل
أظهرت الدراسة الميدانية أن
63 % من العاطلين من أفراد الدراسة لم يسبق لهم العمل قبل ذلك في حين أن 37 % عاطلون سبق لها العمل، وكشفت أن السبب الرئيسي للانقطاع عن العمل حسب المتعطلين الذي سبق لهم العمل هي قلة الراتب 47،2 %، وزيادة ساعات العمل الطويلة 12 %، وعدم ملاءمة العمل للتخصص
8,5 %، وبعد مقر العمل عن السكن 2,1 %، إضافة إلى أن مقرات بعض الأعمال تقع خارج المدينة 4,2 %، وقلة الخبرة والتدريب 3,5 %، وعدم توافر وسيلة نقل 7 %، وأسباب أخرى بنسبة 15,5 %.
العمالة المقيمة
لا تزال البطالة من الأزمات الاجتماعية التي تعيشها السعودية على الرغم من أنها لا تشكو من ندرة عناصر الإنتاج، ومع تعدد أسباب الظاهرة فقد حاولت المملكة العمل على التقليص من البطالة بعدة برامج، ومنها حافز، ونطاقات، وهدف، وطاقات، كما بذلت جهوداً حثيثة لمكافحة البطالة، حيث أنشأت مركز الملك فهد للتوظيف تحت إشراف وإدارة صندوق تنمية الموارد البشرية بهدف دعم الجهود المبذولة في تسهيل توظيف السعوديين في القطاع الخاص وتطبيق إجراءات وضوابط محددة لترشيد الاستقدام بغرض الحد من تدفق العمالة المقيمة بأعداد كبيرة تزيد على الحاجة الفعلية وتعوق توظيف العمالة الوطنية.
نتائج الدراسة
أوضحت الدراسة أن ما يزيد على نصف أفراد عينة الدراسة 55،6 % من الذكور، في حين أن هناك 44،4 % من الإناث، وكشفت أن نحو 76 % من المتعطلين السعوديين هم من فئة الشباب 20-29 سنة، في حين بلغت نسبة (العزاب) العاطلين 75 %، كما أظهرت الدراسة أن النسبة الكبيرة من أفراد الدراسة 66 % من مواليد مدينة الرياض، في حين أن 20 % من مواليد مدن أخرى بالمملكة، موضحة ارتفاع معدل البطالة بين حملة الشهادة الجامعية أكثر من غيرهم.