ابتكر أهالي جازان وسائل لحفظ مياه الأمطار والاستفادة منها بعد هطول الأمطار على المنطقة.
ففي المرتفعات الجبلية، خاصة التي تعاني شح الآبار وغياب الصهاريج، تكاد تكون الأمطار هي المصدر الوحيد للماء، الأمر الذي يجعل سكانها حريصين على الاستفادة منها، كما أفاد موسى يحيى العزي أحد سكان مرتفعات الجبل الأسود بمحافظة الريث، مضيفا أن الأهالي يعمدون إلى وضع خزانات أو أوانٍ كبيرة إلى حد ما تسمى بـ"المثامل" في أماكن منخفضة تتجمع فيها المياه، يصب من خلالها الماء ثم يستقر في بركة أسفل منها، وتستخدم هذه الخزانات والأواني لعملية التنقية، فعادة ما تكون الخزانات أو الأواني متلاصقة يرتفع فيه الأول عن الثاني والثاني عن الثالث وهكذا، ويكون العلوي منها مفتوحا على السفلي، وتغطى هذه الفتحات التي تمر منها المياه بشباك لتنقية المياه من الشوائب والأتربة، ووافقه القول عبدالله الفيفي من سكان محافظة فيفا، مضيفا أن هذه المياه التي تجمع يتم حفظها في خزان خاص يسمى بخزان "الوهب" تصب عبر أنابيب مخصصة لها مدعومة بأكثر من مصفاة، ليتم استخدامها للشرب والطهي والشاي والقهوة، إذ تمتاز بنكهة خاصة.
وأوضح سلمان هروبي أحد سكان محافظة هروب، أن سكان المحافظة يعملون على الاستفادة من مياه الأمطار وتحويلها من أسقف منازلهم عبر أنابيب مجهزة وبداخلها عدد من الصفايات، تمتد إلى الخزان الأرضي، مضيفا أن أصحاب المزارع يقومون بتمهيد مجارٍ للمياه تمتد من مناطق مرتفعة إلى مزارعهم فيما يعرف باسم "الساقي" فيقومون من خلاله بعمليات الري، وتحويل ما فاض منه إلى خزانات لاستخدامه في متابعة عمليات الري لاحقا.