العمل التطوعي.. من الأعمال الجليلة التي تخدم المجتمع وإن كانت المجتمعات الحديثة عرفت أنواعاً عديدة من الأعمال التطوعية وبرزت فيها وسوقت مفاهيمها في الثقافة العامة الحديثة فإن المجتمع الإسلامي عرفها ومارسها منذ صدور الإسلام وعظم من شأنها وربطها بالأجر والثواب، وقد أسهمت تلك الأعمال الجليلة في نهضة المجتمعات الإسلامية وأبرزت صوراً رائعة لها في تراثنا وتاريخنا وحضارتنا. لذلك فإنه ينبغي لنا تطوير الأعمال التطوعية ورعايتها وتنظيمها والتشجيع عليها في مختلف القطاعات وشتى مناحي الحياة.

صحيح أن هناك مبادرات رائعة لمجموعات من شباب الأعمال التطوعية في مختلف المناطق.. وهناك كثير من الشباب ولله الحمد تتوافر لديهم الدافعية والحماس والرغبة في الانخراط والمشاركة في مثل هذه الأعمال، ولعلنا نستحضر المبادرات الشبابية التي قدمت نموذجاً رائعاً أثناء سيول جدة قبل بضع سنين وغيرها من المبادرات.

إلا أن هذه الروح الطيبة والاستعداد الرائع بحاجة إلى قنوات وأوعية تعمل على تطوير العمل التطوعي وتكفل له الاستدامة من خلال منهجية واضحة ومظلة تحتويه وخطط وبرامج تضع له أهدافاً وتقدم له محفزات.. ولعل الأقرب لتبني ذلك الرئاسة العامة لرعاية الشباب والجامعات والمؤسسات التعليمية التي بإمكانها أن تقوم بهذا الدور، وتشجع أبناءنا الشباب من الطلاب والطالبات برصد ساعات معتمدة للعمل التطوعي وتمنح درجات لمن يشارك فيها، كذلك مراكز الأحياء والمجالس البلدية، وعلى القطاع الخاص أن يقدم الدعم لهذه البرامج والأعمال ويساعد على تحقيق أهدافها التي تخدم الوطن والمجتمع في إطار مسؤوليته الاجتماعية وهو دعم بالتأكيد لن يكون باهظ التكلفة ولن يكون عبئاً عليه.