أكد وزير الخارجية عادل الجبير أن دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا لم تتمكن من تجاوز الخلاف بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، واستدرك بالقول: إن ذلك لا يمنع التشاور بين الجانبين من أجل التقدم إلى الأمام. وأضاف أن الشعب السوري قال كلمته بالنسبة للأسد عندما تم تهجير 12 مليون سوري من بلادهم، وقتل ما يقرب من 450 ألفا آخرين، وتدمير البلاد بالكامل، مشيرا إلى أن المرحلة الانتقالية وفق جنيف1، تقضي بتشكيل حكومة انتقالية لتسلم السلطة من الأسد. كما أشار الجبير، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي، سيرجي لافروف، في موسكو، إلى أنه ما زال هناك خلاف بين الجانبين يتعلق بوفد المعارضة، مؤكدا أن مجلس التعاون الخليجي يعدّ وفد الرياض مجموعة وحيدة يمكنها تمثيل المعارضة في المفاوضات، بينما يختلف موقف موسكو في هذا الشأن، مشددا على أن الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري في محادثات جنيف، هو الهيئة العليا للمفاوضات، وأعرب عن اعتقاده بأن الدول الأعضاء في مجموعة فيينا تشاطر المملكة الرأي، بأن الهيئة هي التي تمثل وجهة النظر السورية.


تعثر المفاوضات


أعلن لافروف أنه لا يوجد أي موعد نهائي لتشكيل هيئة حكم انتقالية في سورية، وأن الحديث عن تاريخ 1 أغسطس، هو حديث غير مسؤول، وقال "في ظل غياب أي رغبة باستئناف الحوار، تحدث البعض عن 1 أغسطس، وأن هذا هو الموعد النهائي لتشكيل آلية حكم مشتركة، لكن إذا أردنا تحديد أي تاريخ، وهو ما لم يوافق عليه أحد في مجلس الأمن، فيجب على الأقل، دفع الأطراف كي تجلس إلى طاولة المفاوضات، وإلا فإن هذا حديث غير مسؤول".

وفي سياق مطالب روسيا بشأن علاقة فصائل المعارضة السورية، أعلن لافروف، عقب اجتماع الحوار الإستراتيجي الرابع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، أن اختلاط المعارضة الوطنية السورية بالإرهابيين يعرقل محاربة الإرهاب في هذه الدولة، مشيرا إلى أن واشنطن كانت وعدت بتحقيق فك الارتباط بين المعارضة والإرهابيين لكنها لم تحقق ذلك حتى الآن، رغم أن الهدنة أصبحت سارية المفعول منذ ثلاثة أشهر، وأعتقد أن من يريد الابتعاد عن مواقع الإرهابيين والانضمام إلى نظام وقف الأعمال العدائية، بإمكانهم القيام بذلك.





غياب التنسيق المشترك

بشأن ما يتردد في تصريحات المسؤولين الروس حول التعاون الروسي – الأميركي في سورية، لم يتمكن لافروف من الرد بالإيجاب، خصوصا أن الجانب الأميركي ينفي بشكل قاطع أي عمليات عسكرية مشتركة. وقال الوزير الروسي "الولايات المتحدة أبدت في البداية جهوزيتها لتجنب الحوادث في الجو، وإنشاء قناة تبادل معلومات حول المجموعات التي انضمت إلى نظام الهدنة، لكن الأمر لم يصل بعد إلى مستوى التنسيق القتالي"، مشيرا إلى أن هذا التنسيق لم يتشكل بشكل نهائي حتى الآن، وهناك تقدم إلا أننا نتحرك بشكل بطيء.

وعقب انتهاء المؤتمر الصحفي بين الجبير ولافروف، أشار مراقبون روس إلى أنه لم يحدث أي اختراق للمواقف عموما، وبالذات فيما يتعلق بمستقبل رأس النظام السوري وممثلي المعارضة السورية في المفاوضات، إضافة إلى الخلافات الواضحة بشأن تحديد هوية كثير من فصائل المعارضة التي تعدّها موسكو مرتبطة بتنظيمات متطرفة.