فيما تواصل مشاورات السلام اليمنية تعثرها في الكويت، يحاول المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، التمسك بالأمل، وإظهار التفاؤل بنجاح مهمته في التوفيق بين الفرقاء، ويشير محللون سياسيون إلى أن التفاؤل الذي يظهره ولد الشيخ يتجاوز حدود المعقول، بالنظر إلى سير المفاوضات على أرض الواقع، مستدركين بأنه ربما كانت لديه معطيات لا يريد الإفصاح عنها، لا سيما في ظل تزايد الأنباء عن وساطة دولية سرية لتوقيع اتفاق شامل. وكان ولد الشيخ قال في إفادة قدمها لمجلس الأمن الدولي خلال جلسة مغلقة، في وقت متأخر ليل أول من أمس، إنه يعمل على تذليل العقبات، للتوصل إلى "انفراج شامل" في المشاورات، وأضاف "نعمل على تذليل العقبات الموجودة والتطرق إلى كل التفاصيل العملية لآلية التنفيذ، ما يجعل الجلسات أكثر حساسية ويجعلنا أقرب للتوصل إلى حل، وتوصلنا إلى رؤية عامة تضم تصور الطرفين للمرحلة المقبلة.
التمسك بالأمل
قلل القيادي في المقاومة الشعبية في محافظة تعز سليم ناصر من نبرة التفاؤل في تصريحات المبعوث الدولي، مشيرا إلى أنها "لا تختلف عن تصريحاته السابقة التي تحمل كثيرا من التفاؤل وقليلا من الحقائق"، حسب قوله. وقال "ولد الشيخ لا زال متمسكا بالأمل، ولو كان غير مبرر، لتأجيل الإعلان عن انهيار المشاورات. ويحاول تشجيع طرفي التفاوض على تقديم تنازلات حقيقية، لأجل التوصل إلى حل نهائي، لكنه يتجاهل أن الانقلابيين لن يقدموا تنازلات ما لم يشعروا حقيقة بجدية المجتمع الدولي في معاقبتهم، ولن يتجاوبوا مع مساعي السلام، إذا تركت لهم الحرية لتخريب المفاوضات وإجهاض الجهود المكثفة التي تبذل لإنجاحها، فهم يفتقرون إلى الإحساس بالمسؤولية، ولا يفكرون بعقلية مسؤولي الدولة الذين يهمهم نزع فتيل الأزمة والتوصل إلى حلول جذرية". ودعا ناصر الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إلى إلى إظهار الحزم في وجه الانقلابيين، وإرسال رسائل مباشرة لهم بأن زمن التسويف قد انتهى.
إستراتيجية الانقلابيين
يشير المحلل السياسي ناجي السامعي، إلى أن المحادثات لا زالت تراوح مكانها في ظل تمسك وفد الانقلابيين الحوثيين وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح، بمبدئهم الذي أتوا إلى الكويت بناء عليه، وهو إفشال كل جهود السلام، وإطالة أمد الأزمة. وقال في تصريحات صحفية "الحوثيون يركزون بشكل أساسي على استمرار الوضع في اليمن على ما هو عليه، لسبب رئيس هو أنهم لا يملكون قرارهم، وأن طهران تريد استمرار الأزمة في اليمن، حتى تتمكن من استخدامها كورقة سياسية للمساومة على قضايا أخرى. لهذا فإن ما يقوله ولد الشيخ عن قرب التوصل إلى حلول نهائية، لا يعدو أن يكون حسن نوايا في إنهاء المشكلة. وهو تفاؤلا لا يستند على أي معطيات حقيقية على الأرض.