منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، وحتى قبل هذا التاريخ كانت الولايات المتحدة تملك 99% من أوراق الحل في الشرق الأوسط. منحها هذا الامتياز الرئيس المصري الراحل أنور السادات.
اليوم وبعد أكثر من 19 عاما، على انهيار الإمبراطورية السوفيتية, ومرور أزمة الشرق الأوسط بمحطات كثيرة، أبرزها اتفاقيات أوسلو ووادي عربة التي خرجت من رحم التسويات والتي كانت بديلا لمؤتمر مدريد ،عاد الـ1% من أوراق الحل إلى واشنطن لتملك المئة بالمئة منها، خاصة أن القطب العالمي الآخر غائب عن الساحة، وواشنطن لم تسمح حتى لحلفائها الأوروبيين بالتعاطي مع ملفات المنطقة، إلا من باب المساعدات الإنسانية، فقط. كما أن أصحاب القضية أنفسهم أصبحوا مكسوري الجناح، ولا حول لهم ولا قوة، إلا تسجيل المواقف والرفض الكلامي لإملاءات إسرائيلية يعرفون سلفا أنها ستنفذ.
أصبحت مؤتمرات اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، مناسبة يجتمع على هامشها "الأضداد"، إذ يلتقي الفلسطيني بالإسرائيلي، والإسرائيلي المعارض بالإسرائيلي الحاكم، حتى باتت هذه المؤتمرات، مسرحا جديدا لتحديد السياسات واتخاذ الخطوات في رسم خريطة المنطقة، وباتت معها كل المبادرات المطروحة للحل لا أثر لها، حتى إنها دخلت أرشيف النسيان، ولن تخرج منه.
كل ذلك يجري، والوضع العربي في تراجع، فيما الفلسطيني يفتش عن قارب نجاة لانتشاله بعد الاقتتال الفلسطيني - الفلسطيني الذي أضر بالقضية الفلسطينية أكثر مما أضر بها الاحتلال.