في نداء للإنسانية، خرجت القمة العالمية للعمل الإنساني في إسطنبول، بتعهدات دولية لتطوير خطة عمل في مجال تقديم المساعدات المالية والإنسانية للمجتمعات المنكوبة، ووضع سياسات فعالة لمواجهة الحالات الطارئة. ويأتي انعقاد القمة التي اختتمت أعمالها، أمس، في وقت يتعرض فيه ملايين الأشخاص حول العالم للتهجير من مناطقهم بسبب الصراعات وأعمال العنف، بينما يعاني 218 مليون آخرون سنويا من الكوارث الطبيعية التي تتجاوز تكلفتها على الاقتصاد العالمي 300 مليار دولار، وفق إحصاءات أممية.
وأكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، ضرورة تعامل المجتمع الدولي بمسؤولية أكبر في مسألة تقاسم الأعباء بخصوص أزمة اللاجئين، وأضاف في كلمته "رأينا خلال التطورات التي رافقت المهاجرين السوريين، إن بعض الدول لم تتحرك حتى وصلت الأزمة إلى أبوابها، إن تقاسم الأعباء هو مسؤولية إنسانية، وفي نفس الوقت وسيلة لتجنب الأزمات في مراحلها المبكرة، يجب علينا رفع مستوى الوعي لدى المجتمع الدولي حول هذه المسألة".
وشدد الوزير التركي على ضرورة أن تتم مناقشة الأسباب المؤدية إلى حدوث الأزمات الإنسانية، وبحث سُبل التدخل لمعالجتها، قائلا "نحن بحاجة إلى معالجة الأسباب الأساسية لهذه الأزمات، إذ يُجبر الملايين من الناس على مغادرة منازلهم بسبب الحروب الأهلية، والنزاعات الدينية والعرقية والطائفية، وينبغي علينا اتخاذ التدابير السياسية والاجتماعية اللازمة لمنع ظهور تلك الصراعات، وينبغي إجراء إصلاحات في المنظمات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي".
ولفت إلى ضرورة القضاء على الظروف التي تؤدي إلى الفقر، والجفاف، والمجاعة"، مبينا أنه "لا يمكن منع الكوارث الطبيعية، إلا أنه بالإمكان القيام باستعدادات أفضل لمواجهتها".
وأضاف "الأزمات الإنسانية يمكن تخفيفها عبر تقديم المساعدات"، مشيرا في نفس الوقت إلى الحاجة إلى سياسات تنموية مكملة في مجال البنية التحتية والقدرات المؤسسية، مما سيساعد الدول المتضررة في التنمية، وسيقلل التكاليف المالية للممولين على المدى البعيد".