غداة تفجيرات دموية وغير مسبوقة قتل فيها 154 شخصا في مدينتين ساحليتين من أهم معاقل نظام الأسد، تبذل الولايات المتحدة وروسيا جهودا من أجل إنقاذ الهدنة الهشة المعمول بها في سورية منذ نهاية فبراير الماضي.
وفيما دعت موسكو إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في الغوطة الشرقية ومدينة داريا المحاصرة قرب دمشق، بعد تهديد فصائل مقاتلة باعتبار الهدنة منهارة في حال لم توقف قوات النظام هجماتها في تلك المنطقة، طلب وزير الخارجية الأميركي جون كيري من نظيره الروسي سيرجي لافروف في اتصال هاتفي "حض النظام على الوقف الفوري لضرباته الجوية ضد قوات المعارضة والمدنيين الأبرياء في حلب وفي محيط دمشق". محذرا من أنه "في حال استمرار عنف النظام، فإن انهيارا كاملا سيطال اتفاق وقف النار"، كما دعا المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية مايكل راتني الفصائل المقاتلة بعدم التخلي عن الهدنة، واصفا ذلك بالخطأ الإستراتيجي، وداعيا الفصائل إلى التأكيد على التزامها بها.
تهديد جدي
وتزامن ذلك مع دعوة مدير مركز التنسيق الروسي في سورية سيرجي كورالينكو إلى هدنة لمدة 72 ساعة في داريا والغوطة الشرقية، اعتبارا من بعد غد بحسب بيان صدر عن وزارة الدفاع. وكان 39 فصيلا مقاتلا، بينهم جيش الإسلام هددوا الأحد الماضي باعتبار اتفاق وقف إطلاق النار "بحكم المنهار تماما" ومنحوا موسكو وواشنطن الراعيتين للاتفاق مهلة 48 ساعة انتهت مساء أمس، لإلزام قوات النظام وقف هجماتها قرب دمشق وخصوصا داريا المحاصرة.
ارتفاع عدد قتلى الساحل
ارتفعت أعداد القتلى نتيجة التفجيرات غير المسبوقة التي استهدفت أول من أمس مدينتي جبلة وطرطوس الساحليتين في سورية وتبناها تنظيم داعش إلى 154 شخصا، إضافة إلى إصابة 300 آخرين، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، والذي أعلن في وقت سابق أن عدد القتلى بلغ 148 شخصا. وقال المرصد إن من بين القتلى وغالبيتهم مدنيين، ثمانية أطفال وأربعة أطباء وممرضين، فضلا عن طلاب جامعيين. ودانت الدول الكبرى الهجمات الدولية، ووصفتها الولايات المتحدة بـ"المروعة" في بيان نشرته على حساب سفارتها بدمشق على تويتر.
نداء للأمم المتحدة
أطلق ناشطون فلسطينيون نداء عاجلا إلى الأمم المتحدة ومؤسسات المجتمع الدولي المعنية بحقوق الطفل بالتدخل العاجل وممارسة الضغط على نظام الأسد وقواته وأجهزته الأمنية من أجل التوقف عن قتل الأطفال الفلسطينيين في سورية. من جهته استطاع فريق الرصد والتوثيق في مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية توثيق بيانات 200 طفل قضوا إثر قصف قوات النظام منذ بداية الصراع السوري. وأفادت المجموعة أن قوات الأسد تستهدف بشكل مستمر منازل المدنيين في المخيمات ما يؤدي إلى سقوط ضحايا بينهم أطفال.