فيما استمرت أمس، جهود رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، للتحضير لعقد المؤتمر الدولي  لدفع عملية السلام، المزمع عقده بباريس في الثالث من يونيو المقبل، تسلم زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني أفيجدور ليبرمان، رسميا أمس، وزارة الدفاع، وعلى رأس جدول أعماله تمرير قانون إعدام أسرى فلسطينيين.

ويدعو ليبرمان إلى سن قانون يفرض عقوبة الإعدام على أسرى متهمين بقتل إسرائيليين، بداعي منع الإفراج عنهم في إطار صفقات تبادل للأسرى تبرمها الحكومة الإسرائيلية مع فصائل فلسطينية.

وأوضحت مصادر في حزب "الليكود" الذي يقوده رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، أن الحديث يدور عن مشروع قانون لإعدام فلسطينيين قتلوا إسرائيليين، وليس إعدام إسرائيليين قتلوا فلسطينيين.

وفيما عدا تنفيذ عمليات الاغتيال والإعدامات الميدانية، فلم يسبق للحكومات الإسرائيلية أن فرضت عقوبة الإعدام على أسرى فلسطينيين.



 همجية إسرائيلية

قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، إن التوافق الحكومي اليميني في تل أبيب بتعيين ليبرمان وزيرا للدفاع، وعلى قاعدة دعم مشروع قانون بإعدام الأسرى، هو تكريس للهمجية، وتصاعد الفاشية والعنصرية في إسرائيل التي أصبحت تشكل خطرا على المجتمع الإنساني، وعلى كل مفاهيم وقيم السلام والعدالة وحقوق الإنسان".

وأضاف "مشروع قانون إعدام الأسرى عرض في يونيو الماضي للتصويت أمام الكنيست بواسطة ليبرمان، ولم يتم إقراره في ذلك الوقت، ولكن وزيرة القضاء الإسرائيلي، اييليت شكيد، أعربت حينها عن موافقتها المبدئية، وهذا القانون لا يشمل جنودا ومستوطنين يقومون بقتل فلسطينيين".



 قوانين إجرامية

أشار قراقع إلى أن هذا القانون وغيره من القوانين الإجرامية التي شرعت في الكنيست في العامين الأخيرين ضد الأسرى وحقوقهم، يخالف بشكل واضح القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الأربع التي تعدّ الأسرى المحتجزين في سجون الاحتلال محميين بموجب اتفاقيتي جنيف الرابعة والثالثة، ولا يجوز قتلهم أو تعريضهم لأي أذى أو معاملة مهينة وغير إنسانية.

وكان وزير الدفاع المستقيل موشيه يعالون، غادر وزارة الدفاع الإسرائيلية أول من أمس، موجها انتقادات حادة إلى نتانياهو.

من ناحية ثانية، وحسب مصادر إسرائيلية، فقد أبقى نتانياهو الباب مفتوحا أمام ضم حزب "المعسكر الصهيوني" برئاسة يتسحاق هرتسوج إلى ائتلافه الحكومي، واعدا إياه بحقيبة الخارجية، فيما أكد هرتسوج في بيان، أنه بعد أن اختار نتانياهو لليبرمان، فإن باب المفاوضات الائتلافية معه أغلق.