في أول كلام له مع حاكم جزيرة هيلينا تحدث نابليون قائلا: بالتأكيد مصر أهم بلدان العالم، وأجزم أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يدرك ذلك جيدا، ويعي البعد الإستراتيجي الذي تمثله مصر العروبة للأمتين العربية والإسلامية حين أعلن عن مشروع الجسر التاريخي الذي سيربط البلدين عبر البحر، وفي ذات الوقت سيربط بين القارتين الصفراء والسمراء.
ولا شك أن التقارب بين البلدين اللذين يقودان الريادة في الماضي والحاضر أزعج الكثيرين، وسبب لهم صداعا مزمنا، فحاولوا غير مرة التشويش على تلك العلاقات بمختلف الإشاعات والأحاديث المرجفة، بيد أن محاولاتهم باءت بالفشل الذريع، وآخرها ملكية جزيرتي صنافير وتيران.
إن المحصلة النهائية للتحركات التي قادتها المملكة خلال الفترة الماضية يمكن أن نلخص نتائجها في هروب الرئيس الإيراني روحاني قبل البيان الختامي للقمة الإسلامية التي عقدت في جمهورية تركيا الإسلامية، وأدانت تدخلات إيران وحزب الله وأعمالهما الإرهابية في المنطقة العربية.
هذا الإجماع العربي الإسلامي اليوم أمسى حقيقة وواقعا بفضل الدبلوماسية الناجحة لقيادة المملكة وتحركها السريع في المحيط الإقليمي لقطع خيوط الأطماع الفارسية في المنطقتين العربية والإسلامية بشكل عام وفي الخليج العربي بشكل خاص.
ومع الانفتاح الكبير في العلاقات مع كافة القوى الإقليمية والدولية ازداد الدور السعودي حضورا وقوة، وهو ما تجسد في تشكيل التحالف الإسلامي الذي تمثله تسع وثلاثون دولة، وضعت حماية الشباب المسلم من التطرف والإرهاب على رأس أولوياتها، وهو ما أعلنه الملك سلمان في القمة الإسلامية الأخيرة.
لا خوف عليها، فهي في أيد أمينة تحرسها ليل نهار، تحمي حماها، تذود عنها الخطر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي تشرب بحنكة القيادة من والده موحد المملكة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، ومن ثم من إخوانه الملوك الذين تعاقبوا على بناء لبنات الدولة السعودية على مختلف العصور، وكان العضد الأمين لهم.
وفي مختلف الأزمات التي مرت بها مملكتنا الحبيبة كان الوقت كفيلا بإنهائها، بالعزيمة الصادقة التي امتلكها أولئك القادة الذين تفاخر بهم الأجيال، ويتواصل عطاؤهم المتجدد بروح الشباب، ممثلا في سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
الضربات السياسية التي وجهتها المملكة بقيادة سلمان الحزم إلى إيران دفعت الأخيرة لإعادة المالكي للواجهة هذه.
العودة السافرة للمالكي في الظهور من جديد في المشهد العراقي، وهو الذي تسبب في ضياع 30% من الأراضي العراقية لمصلحة التنظيمات الإرهابية وسيطرة الأيادي الإيرانية على مقدرات وخيرات الشعب العراقي الشقيق، لن تجدي نفعا مع الصحوة التي بدت ملامحها من خلال الهيئة الدستورية العليا، ممثلة في مجلس النواب والتداعيات التي قد تتبع تلك الصحوة ستؤكد مجددا أن الشعب العراقي يعي جيدا خطورة ما سببته حكومة سيئ الذكر المالكي، ولن يسمح بعودته مجددا في أي حال من الأحوال.