مع تمدد خطر تنظيم داعش في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تتسارع خلال الفترة الأخيرة قرارات وأوامر الدول الغربية للحد من مخاطره الكبيرة، بوضع إستراتيجيات وعقد لقاءات، وسط تخوفات من ضربات إرهابية جديدة في الأيام القادمة تستهدف عواصم أوروبية لعل أبرزها فرنسا.
في هذا السياق، حذر رئيس وكالة المخابرات الداخلية الفرنسية باتريك كالفار، من أن متشددي تنظيم داعش يستعدون لحملة تفجيرات تستهدف التجمعات الكبيرة في فرنسا التي تستضيف بطولة أوروبا 2016 لكرة القدم في يونيو المقبل، مؤكدا أن داعش يخطط لهجمات جديدة، وأن باريس مستهدفة. وقال "إذا كانت اعتداءات نوفمبر نفذها انتحاريون ومسلحون بكلاشينكوف فإننا قد نواجه شكلا جديدا من الهجوم، يتمثل في زرع عبوات ناسفة بأماكن توجد بها تجمعات كبيرة من الناس لزرع أجواء من الفزع الكبير".
من جانبه، أشار وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، إلى أن التهديد الإرهابي لا يزال على مستوى عال، وفرنسا تشكل كما الاتحاد الأوروبي هدفا.
تمديد الطوارئ
بسبب هذه التخوفات أقر البرلمان الفرنسي قبل أيام تمديد حالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ اعتداءات باريس في نوفمبر الماضي، للمرة الثالثة، وحتى نهاية يوليو لضمان أمن كأس الأمم الأوروبية 2016، وبطولة فرنسا للدرجات الهوائية. وتأتي هذه التحركات بعد ستة أشهر من مقتل 130 شخصا في هجمات منسقة، استهدفت مدنيين في مقهى ومسرح وملعب كرة قدم، نفذها متشددون تابعون لتنظيم داعش في أجزاء بالعاصمة باريس. وتشارك فرنسا في التحالف الدولي ضد التنظيم في العراق منذ سبتمبر 2014، كما شنت غارات جوية في مواقعه داخل سورية، وتعد هذه العمليات الإرهابية ردة فعل عن ضربات التحالف.
مخاطر ليبيا
يرى مراقبون أن أوروبا يتهددها خطر من المتطرفين الذين يقيمون في شمال إفريقيا، تحديدا في ليبيا التي تشهد معارك طاحنة بين عناصر التنظيم والقوى الأخرى في البلاد. وفي الإطار ذاته، بحث حلف شمال الأطلسي "ناتو" خلال اجتماع القادة في فيينا إمكانية الاضطلاع بدور أكبر في ليبيا لمساعدة حكومة الوفاق الليبية في التصدي للتهديد المتزايد لتنظيم داعش، وكيفية منع وصول الأسلحة إلى المتشددين عبر البحر الأبيض المتوسط، كما أكدت الولايات المتحدة أنها مستعدة لعمل عسكري داعم لحكومة الوفاق الوطني، مشيرة إلى وجود فرق من القوات الخاصة التابعة للجيش الأميركي تعمل في ليبيا في إطار مهام استخباراتية.