أذكر جيدا أن المدرب الأرجنتيني المميز جابريل كالديرون وضع خطة طويلة المدى لتجهيز منتخبنا لمونديال 2006، وحقق أعلى درجات النجاح في نصفها بالتأهل للمونديال دون هزيمة ومستويات متميزة، لكن إقالته الظالمة راح ضحيتها أخضرنا بعمل من خلفوه وفكر إداري مزاجي.
كالديرون أتى للسعودية برتبة "محاضر" في "الفيفا" ووجد معارضة إعلامية صاخبة، لكنه أرسى خطة عمل احترافية بكشف طبي شامل على جميع اللاعبين في مستشفيات ومراكز متخصصة بألمانيا وسويسرا، وبناء عليها وضع برنامجا عالي الدقة يفرض على لاعبي المنتخب تدريبات خاصة في أنديتهم، وحدد لاعبين إضافيين يبدؤون مسيرتهم بعد المونديال، لكن وبكل أسف خسرته الكرة السعودية بأسباب غير مقنعة، تتعلق بمشاركة منتخبنا في بطولة "غرب آسيا". وخسرنا كالديرون ثانية وثالثة بعد نجاحه في الاتحاد ثم في الهلال.
من واجبنا استشراف أية إيجابيات سابقة أو مقترحات مفيدة، ومنها برنامج كالديرون الذي لم ينفذ كاملا، وكذلك آراء قيلت في برامج من لدن مختصين ومن لهم تجارب سابقة وفكرهم نير وخبراء محليين، تفيد الجهاز الفني الذي من واجبه التنسيق مع مدربي الأندية في طريقة إعداد اللاعبين المؤهلين للمونديال، سواء في معسكرات "بعضها" طويلة، أو برامج إضافية لياقيا وغذائيا يطبقها اللاعبون في أنديتهم.
ولأن الوصول لنهائيات كأس العالم حلم أي منتخب في العالم، فمن واجب ذوي الاختصاص والمسؤولين بذل كل الأسباب وإقرار مشروع مونديال روسيا بمعطيات حقيقية، تقنع المتلقي بمواجهة أصعب المنتخبات وتحدي وعورة الطريق.
ومن شأن النقاد والإعلاميين المساهمة في تهيئة سبل النجاح وعدم مواصلة الضغوط التي ستضاعف الخلل وتؤدي إلى مزيد من الارتباك العام، ولا بد من تعاضد الجميع وتكاتفهم، آملين التوفيق والسداد.