في مدننا الكثيرة على امتداد الوطن تغرق الشوارع والحارات بمجرد هطول مزنة من الأمطار لسوء التصريف فتكون وبالاً على المواطنين وسياراتهم.

حتى المدن الجبلية مثل "أبها البهية" لم تسلم من هذه الظاهرة والمفترض انسياب السيول متجهة إلى واديها.

المشكلة في ذلك كله التخطيط العشوائي لبعض الشوارع ثم التنفيذ وإهمال التصريف في المنخفضات ومجاري الصرف الصحي.

زرت مدينة القاهرة قبل خمسين عاما، وهطلت أمطار غريزة لاحظت أن مياهها تختفي سريعا إلى مصارفها والناس يعيشون حياة طبيعية دون منغصات.

سألت مدير الفندق عن ذلك فقال: هذه التدابير تمت في العهود الماضية بخبرة "أجنبية"، لكن تعال معي إلى أحياء جديدة تجد الفرق.. ومضينا في سيارته لنجد تلك الأحياء تغرق في "شبر ميه" حسب تعبير إخوتنا المصريين. انظر إلى المدن الأوروبية وهندسة شوارعها وطرقاتها، بعضها قام منذ مئات السنين، كيف تعايشت مع الأمطار.. لسنا بحاجة لنكء الجراح وتذكر كارثة جدة لا أعادها الله.

لا بد أن نعالج ما يبدو لنا من أخطاء في شوارعنا وطرقاتنا، وأن نتوخى الحذر من مخاطرها حماية لمجتمعاتنا من الأذى والتهلكة.

الأطراف المسؤولة "وزارة النقل والأمانات والبلديات والدفاع المدني"، وقبل ذلك وبعده المواطنون، أخص منهم كبار السن وأصحاب الخبرة، حيث المطلوب منهم الإرشاد إلى أماكن تصريف تجمعات مياه الأمطار في مدنهم، فهم الأدرى بها وعلى الجهات السالف ذكرها تصحيح الأوضاع الحالية وملاحظة ذلك في ما يستجد من المشروعات.