أكد الأديب السعودي جعفر عمران، أن الاستعجال في نشر "الكتابات الأولى" في مجالات "الشعر، القصة، الرواية"، أسهم في تحطيم معنويات كثير من المبتدئين، مبينا أن شريحة واسعة من هؤلاء المبتدئين يستعجلون في نشر أعمالهم الكتابية في شبكات التواصل الاجتماعي "الإلكتروني" وعلى مواقع شبكة الإنترنت، فهم بذلك عرضة للنقد اللاذع من بعض القراء والمتابعين، مما يلقي بظلاله السوداء على ذلك المبتدئ في الكتابة.

وأشار عمران، الذي كان يتحدث في الحلقة الحوارية النقاشية عن كتاب "تاريخ القراءة.. آلبرتو ما نجويل"، بتنظيم من فريق "فكر" لثقافة القراءة الجماعية في الأحساء"، وذلك في مقر المقهى الثقافي بثقافة وفنون الأحساء، إلى أن الكتابة الإبداعية الأدبية تمر بعدة مراحل، وأولى تلك المراحل: الكتابة اللاواعية، وفيها تتداعى الكلمات والمصطلحات لا شعورياً "غياب عن الوعي"، وفيها تتسع وتتماهى الفكرة ومن ثم الجري وراءها حتى يكتشف الوصول إلى نقطة معينة، عندها يستطيع تفريغ جميع ما لديه في تلك الفكرة.

وشدد على أن المرحلة الأولى من الكتابة، هي الأهم وهي المادة الأساسية، وفي المرحلة الثانية يعاود تنقيح تلك الفكرة، ليصل إلى المرحلة الثالثة وهي الكتابة الواعية ومن خلالها يمكنه الإضافة أو الحذف أو الانتقاء، وفي هذه المرحلة يكون دور الكاتب هنا بمثابة الناقد تمهيداً للوصول إلى النضج النهائي في الكتابة، ويجب عدم الاستعجال في طرحها للقراء، لأنها قابلة للتعديل والتنقيح بعد فترة زمنية.

خارج القياس

بدوره، أشار المشرف على الفريق في الجانب الرجالي الأديب ناصر الموسى، خلال الحلقة، إلى أن القراءة اللاحقة للكتاب، ستحظى بتداعي واسترجاع الكلمات والأحاسيس التي عاشها القارئ في تلك الفترة الزمنية التي تزامنت مع قراءة الكتاب في المرة الأولى، مشدداً على أن للكتاب تأثير غير قابل للقياس، وأبان الإعلامي عبدالله سعيد القطان، خلال مداخلته في الحلقة النقاشية إلى أن الكتابة بحاجة إلى الانغماس داخلياً، والخروج من العقل الواعي إلى العقل اللاواعي، والاتجاه نحو فضاءات أخرى متعددة، ليصل الكاتب إلى كلمات ومصطلحات جديدة، وقد يستغرب منها لحظة قراءتها في وقت لاحق، كيف أنه استطاع الوصول بهذه المصطلحات الجديدة.