أوضحت دراسة أن كل ما تواجهه الأمهات والأساتذة والصحفيون والدكاترة خلال يومهم المزدحم بالأعمال، أمر إيجابي يترجم إلى قوة عقلية عالية لهم كلما كبروا في السن، مشيرة إلى أنه كلما انشغل الإنسان في حياته، كلما تحسن أداؤه في الاختبارات المعرفية.

أعدت الدراسة التي تناولت الشيخوخة من منظور علم الأعصاب، الباحثة في جامعة تكساس ودالاس، سارا فيستني، ومستشارتها دينس بارك، إذ تم خلالها دراسة أكثر من 300 شخص تراوح أعمارهم بين 50 إلى 89 عاما، بهدف اختبار الوظائف الدماغية كقوة الذاكرة والمنطق وسرعة البديهة. واعتقدت فيستني في بادئ الأمر أن الأشخاص الذين يعملون ويبذلون جهدا أكبر، ربما ينهكون عقولهم، وقالت "غنهم على الأرجح سينتهي بهم الأمر بمستويات إدراك سيئة". ولكن في كل اختبار تم إجراؤه اتضح أن الأشخاص الذين يقضون معظم أيامهم منشغلين مع أوقات فراغ بسيطة تفوقوا على غير المنشغلين. وقالت بارك "كي أكون صريحة، لقد فوجئنا بعض الشيء، فعلى العكس تماما، كلما انشغل المرء، كلما حقق درجات أعلى في هذه الاختبارات، إذ يعتقد الباحثون أن إنجاز المهام اليومية كتمرين للعقل يبني أدمغتنا للأفضل، كما أنه يُحسّن من مهاراتنا العقلية.

وأشارت الدراسة إلى أن "ذوي جداول الأعمال المزدحمة سيتمتعون بعقول حادة، سيتمكنون على الأرجح من حماية أنفسهم من الخرف مستقبلا، لأن الانشغال بأعمال ذهنية صعبة يُحسّن من بعض الوظائف الدماغية". ولكن بارك لا ترغب في أن تعطي فقط صورة رائعة لمن هم مشغولون أو مرهقون، إذ يعاني المنشغلون بيننا من أشياء أخرى. وقالت "نحن لم نتطرق إلى الآثار السلبية التي ربما يعانيها هؤلاء الناس على المدى البعيد بسبب حياتهم المزدحمة".