يقول المثل "الباب اللي يجيك منه الريح سده واستريح"، شخصيا أعترض على هذا المثل، فالريح ليست كلها سيئة، فلا يجب أن أحرم نفسي الهواء العليل والنسمات المنعشة التي تنفذ من هذا الباب، بل بإمكاني إصلاحه وتقنين دخول الهواء وخروجه حسب الحاجة.

على سبيل المثال عندما يكون هناك خطأ ناتج من أحد تجار سلعة ما فإن ردة فعل الجهة المسئولة غالبا تكون منع هذه السلعة من البيع، وتبدأ إعلانات التهديد والوعيد لكل من يعمل على بيعها وتوريدها، والتعاميم التحذيرية تملأ جميع الصفحات الإعلانية والجدران، وكأنه عقاب جماعي يعاقب به الجميع بسبب خطأ فرد واحد.

مزعج جدا أن يتم التعامل مع المستثمر الجاد في عمله، والذي يرغب في عمل تجاري يزيد من دخله، وأن يسهم ولو بشيء يسير في نهضة وتطوير البلاد، أن يتم التعامل معه ومع الشخص المتستر أو الذي يقتات على بيع التأشيرات للأجانب، ويسهم بفوضى اقتصادية وأمنية للبلاد، المعاملة نفسها، شتان بينهما، ولا بد من التفريق وألا يكون التعامل مع كل الناس كالتعامل مع المسيء والمستهتر.

أكثر ما أعجبني ما قامت به وزارة التجارة والاستثمار حينما رأت التوسع الكبير وثورة التسويق الإلكتروني عن طريق الإنترنت ومواقع شبكات التواصل الاجتماعي، وأحست أن هناك جهات غير موثوقة قد تضر بالمستهلك وليست على مستوى من المصداقية قامت بعمل مبادرة جميلة جدا، وهي مبادرة معروف لدعم التجارة الإلكترونية بالمملكة ودورها أن تعزز الثقة بين المشتري والبائع وتمكن البائع من الوصول بسهولة إلى شريحة أكبر، كما أنها تعطي صورة واضحة عن جودة خدمات المتجر الإلكتروني من خلال تعليقات العملاء وتقييمهم، وزارة التجارة لم تعمل بعقلية سد الباب المتبعة مثل بعض الجهات، بل قامت بإصلاحه وتقنين عمله، وأصبحت نقطة وصل بين المستهلك والتاجر تمكن المستهلك من الشراء بكل ثقة وأريحية، وأتاحت للجميع التسجيل بهذه الخدمة من خلال موقعها الإلكتروني.