أثارت مبادرة باريس، لإقامة مؤتمر دولي للسلام مع الفلسطينيين، أزمة دبلوماسية بين إسرائيل وفرنسا، على خلفية دعم الأخيرة القرار الأممي، باعتماد تسمية المسجد الأقصى وليس جبل الهيكل. وشكك رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو، عقب لقائه وزير الخارجية الفرنسي، مارك أيرولت، الأسبوع الماضي، في حياد فرنسا إزاء مبادرة السلام مع الفلسطينيين، وقال في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته "قلت للوزير الفرنسي إن القرار الفاضح الذي تم اعتماده في اليونيسكو بدعم فرنسي، الذي لا يعترف بعلاقة الشعب اليهودي بجبل الهيكل، الممتدة لآلاف السنين، يلقي بظلاله على حياد فرنسا في المؤتمر الذي تحاول عقده"، في إشارة إلى تصويت فرنسا على قرار اليونيسكو في أبريل الماضي.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن نتانياهو قوله، أمام اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي، إن الوزير الفرنسي أوضح له أن القرار المذكور ناجم من سوء فهم، لافتا إلى أنه سيهتم شخصيا بأن لا يتكرر الأمر.
بدورها، أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن رفضها الاتهامات الإسرائيلية بشأن عدم حياديتها في رعايتها عملية السلام مع الفلسطينيين. وتعهّد إيرولت خلال مؤتمر صحفي عقده في مطار بن جوريون قبل مغادرته إسرائيل، بأن بلاده ستواصل دفع العملية السلمية رغم رفض نتانياهو للمبادرة الفرنسية، التي تدعو إلى مؤتمر دولي للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
تعاون فلسطيني
كان إيرولت توجه بعد لقائه نتانياهو في القدس، إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد أشهر من العمل التحضيري، وقبل أسبوعين من اجتماع وزاري دولي بشأن المبادرة.
وأكد وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي أنه قد يكون هناك تأجيل لموعد انعقاد الاجتماع الوزاري ليوم أو يومين، لأسباب فنية مرتبطة بضمان حضور بعض الوزراء، بمن فيهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مستدركا أن فرنسا مصممة على الاستمرار في هذه التحضيرات وعقد الاجتماع الوزاري خلال الفترة المقررة. وأكد المالكي أن الجانب الفلسطيني جاهز للتعاون في جميع القضايا والمجالات، معربا في الوقت ذاته عن سعادته بهذا الإصرار الفرنسي، راجيا أن تتكلل جهود باريس بالنجاح.
الصحافة الإسرائيلية
تصدرت أزمة تباين وجهات النظر بين حكومة الاحتلال وباريس، اهتمامات وسائل الإعلام الإسرائيلية. وفي هذا السياق ذكر المراسل السياسي لصحيفة هآرتس، باراك رابيد، أن تل أبيب أرسلت عددا من الرسائل شديدة اللهجة إلى فرنسا، وقامت بتحريض الجالية اليهودية في فرنسا.
بدورها، قالت المراسلة السياسية لصحيفة معاريف دانة سومبيرج، إن نتانياهو أرسل رسالة قاسية إلى هولاند بشأن دعم فرنسا قرار اليونيسكو الخاص بالمسجد الأقصى، مشيرة إلى أن رسالة رئيس حكومة الاحتلال أوضحت أن القرار نفى أي صلة للشعب اليهودي بجبل الهيكل، مبديا دهشته من مواقف فرنسا باعتبارها صديقة لإسرائيل، واصفا القرار بأنه يمس بتل أبيب بصورة متطرفة.
على الصعيد ذاته، اتهم الكاتب الإسرائيلي في موقع "إن آر جي"، أمنون لورد، الفرنسيين بالاضطلاع بدور تاريخي مشوش، وقال: "في ظل عدم كون فرنسا قوة عظمى، فإنها تلجأ لتفعيل ما وصفه بأدوات ووسائل دبلوماسية"، معتبرا أن فرنسا اليوم ضعيفة، في حين أن إسرائيل تمتلك قوة كبيرة، حسب قوله. وأردف: "من الواضح أن كثيرا من السلوكيات الأوروبية اليوم، بما فيها فرنسا، ما زالت تعيش في أجواء الحرب العالمية الأولى".
انتهاكات متواصلة
- تكثيف الأنشطة الاستيطانية
- تصعيد استهداف الفلسطينيين
- التضييق على سكان الضفة
تهويد القدس الشرقية
- تعذيب الأسرى بوحشية