مع مرور عام على توقيع اتفاق للسلام بين الحكومة المركزية في باماكو وأبرز المجموعات المسلّحة الناشطة شمالي مالي، منتصف مايو العام الماضي، يؤكد مراقبون أن الخطوة نجحت في دحض شبح الانقسام الذي كان مخيّما بثقله على مناطق الشمال، وخصوصا إقليم أزواد، مستدركين في الوقت نفسه أن البلاد تجد نفسها فريسة لظهور وتنامي تهديدات أخرى لا تقل خطورة، مع تنامي الأعمال الإرهابية، وتواتر الهجمات التي تبناها تنظيم القاعدة، وتوسعت تدريجيا لتتخذ منحى إقليميا، لتنضاف إلى جملة من التهديدات الأخرى ذات الصلة بالمواجهات الطائفية التي احتدت منذ توقيع الاتفاق، في بلد يضم نحو 30 عرقية.
مرحلة جديدة
عقب فترة من الهدوء النسبي الذي أعقب الحرب التي شنتها فرنسا في يناير 2013، ضد المجموعات المسلحة المتمركزة في إقليم أزواد، لمنعها من التقدم نحو العاصمة باماكو، سرع دفن أحقاد الحرب بين الحكومة المركزية والمجموعات الانفصالية في الشمال، بالمرور إلى مرحلة تصعيد جديدة. وفي نوفمبر الماضي، شهدت باماكو هجوما انتحاريا داميا، استهدف أحد فنادقها الفاخرة، وأسفر عن مقتل أكثر من 20 شخصا، في ضربة تبنتها جماعة "المرابطون" الموالية لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وحملت رسائل عديدة، أبرزها خروج المجموعات المسلحة عن مجال نشاطها التقليدي المقصور على مناطق الشمال، لتضرب بقوة في قلب العاصمة.