يقول عنترة:
"يخبرك من شهد الوقيعة أنني
أغشى الوغى وأعف عند المغنم فأرى مغانم لو أشاء حويتها
فيصدني عنها الحياء وتكرّمي"
ـ ومن الفروسية أيضاً احترام الخصوم.. هذه بالذات من أخلاق الفارس العربي القديم ـ ورد في القرآن الكريم: "قوم أُولي بأس شديد" ـ ومن احترام الخصم عدم منازلته وهو أعزل.. الفروسية تحرّم قتل الرجل الأعزل.. هذه ليست من أخلاق الفارس بمكان!
قبل يومين رفض حارس أمن ـ "سكيورتي" ـ في أحد المجمعات التجارية دخول أحد الشباب للمجمع.. بحجة أن الدخول للعائلات فقط.. وهذه تنظيمات خاصة تقررها بعض المجمعات التجارية وليس للحكومة علاقة بها.. غالبا بهدف جذب العائلات وتوفير أجواء مريحة للتسوق يطمئن إليها رب الأسرة..
المهم بعدما رفض الحارس ـ المغلوب على أمره دائما ـ دخول ذلك الشاب، حتى توجه على الفور نحو سيارته وتناول مسدسا وقام بإطلاق النار باتجاه الحارس الأعزل! ـ ولولا لطف الله لحدث ما لا يحمد عقباه.
هذا التصرف غير لائق.. توجيه السلاح نحو رجل أعزل موقف لا أخلاقي يسجل ضد الفاعل لا الضحية.. ولذلك أتمنى من "المدعي العام" إن كان ثمة عقوبة سيطالب بها، أن تكون مسوغاتها "مواجهة رجل أعزل".. لا حول له ولا قوة.. سواء فيما يتعلق بالدفاع عن نفسه، أو الدفاع عن نظام ليس هو من وضعه!
• متى يدرك المجتمع أن حارس الأمن موظف مأمور.. وضع لتطبيق النظام.. رجل يقوم بعمل موكل إليه.. تعليمات واضحة توضع في رأسه ويقوم بتنفيذها.. وليس ضروريا أن يكون مقتنعا بها؟
• صدقت العرب:" أحشفاً وسوء كيلة؟".. رجال الحراسات الخاصة كانوا ينتظرون من يقف معهم ويطالب بحقوقهم وتحسين مستوياتهم المعيشية .. فوجدوا المسدسات توجه نحو صدورهم المكشوفة..
بالمناسبة؛ هل ستصدر فتوى "تشنّع" وتجرّم ما تفعله شركات الحراسات الأمنية بموظفيها المساكين؟!