وفقا لبيانات الاتحاد البرلماني الدولي (IPU)، وهو منظّمة دولية عريقة تعزّز التعاون بين البرلمانات في مواضيع حقوق الإنسان والتنمية المستدامة، فإنّه حتى يناير عام 2015، كان هناك 19 امرأة فقط ممن شغلن مناصب رئاسة دول وحكومات، من بين 193 الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. ومنهن: النقابية البرازيلية ديلما روسيف، وكريستينا كريشنير التي تولت عام 2007 حكم الأرجنتين، خلفا لزوجها، ولورا تشنشيلا رئيسة كوستاريكا. ورئيسة ليبيريا ألين جونسون سيرليف، ورئيسة فنلندا تارجا هالونين.

ولا يبدو أمراً مستغرباً وصول السيدة الأولى السابقة، هيلاري كيلنتون التي شغلت سابقا منصب وزيرة الخارجية وعضوية مجلس الشيوخ، إلى منصب سيدة البيت الأبيض، لكونها تمتاز عن منافسيها بأنها أول مرشح عاش في البيت الأبيض ثمانية أعوام. وأول امرأة لم تخدم في الجيش وتمتلك خبرة في السياسة الخارجية أكبر من كل المرشحين الآخرين للرئاسة في التاريخ الحديث.

ويشير السجل التاريخي لمشاركة المرأة الأميركية وتمثيلها في أجهزة الحكم أن الكونجرس الأميركي في دورته الـ114 ضم 107 نساء وهو رقم قياسي، وشكلن نسبة 24,6 في المئة من أعضاء الكونجرس. وتوزعن على النحو التالي: 20 امرأة في مجلس الشيوخ (14 ديمقراطية و6 جمهوريات). و87 امرأة في مجلس النواب: (65 ديمقراطية و22 جمهورية).

وكانت المرأة الأميركية قد حصلت على حق التصويت عام 1929، لكنها كافحت طويلا حتى دخلت كعضو منتخب إلى الكونجرس في السبعينات من القرن الماضي.

وأصبحت نانسي بيلوسي (العضوة الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا) عام 2002 أول امرأة ترأس حزبها في الكونجرس عندما تم انتخابها من جانب زملائها كزعيمة للديمقراطيين في مجلس النواب، وأول امرأة أميركية من أصل إيطالي في الكونجرس. وأصبحت عام 2007 أول امرأة ترأس مجلس النواب الأميركي.

ويؤكد الباحث نورمان أورنستين، المتخصص في الدراسات التشريعية، أن الكونجرس رقم 111 تحت قيادة نانسي بيلوسي كان أكثر المجالس إنتاجية في التاريخ الأميركي. ومن إنجازاتها التشريعية قانون لحماية المرض وقانون إنعاش الاقتصاد الأميركي وإعادة الاستثمار وقانون الأعمال الصغيرة وقانون المسؤولية المالية، وإصلاح وول ستريت وقانون لمعالجة فيروس نقص المناعة الإيدز ومشروع حماية حاملي البطاقات الائتمانية.

ويقدر معهد أبحاث صناعة سياسة المرأة (IWPR) أن تنتظر النساء 100 عام ليتساوى عددهن مع عدد الرجال في الكونجرس. لكن قد يحتاج الأمر شهورا قليلة فقط لتدخل امرأة أميركية المكتب البيضاوي بصفتها رئيسة منتخبة للجمهورية الأميركية.

وقد أصدرت هيلاري كلينتون، مذكراتها مطلع شهر يونيو 2014 بعنوان: "?خيارات صعبة ?Hard Choices"?- وهو كتابها الخامس –الذي تناولت فيه الكثير من القضايا الداخلية والخارجية. ??

وكان القسم السادس من الكتاب في منزلة مسودة برنامج انتخابي، إذ حمل العنوان التالي "المستقبل الذي نريد"، وعبر عن رؤية هيلاري لمستقبل أميركا والتزاماتها تجاه الاحتباس الحراري، والقضاء على البطالة وتوفير الطاقة، وحقوق الإنسان والتكنولوجيا وغير ذلك من الأمور.

وتعهدت كلينتون بالحفاظ على تفوق الجيش الإسرائيلي وتزويده بأنظمة صواريخ جديدة، وهددت إيران باستخدام القوة واستعادة العقوبات في حال انتهاكها لاتفاق فيينا حول منشآتها النووية. وبشأن الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي أيضا طرحت كلينتون موقفا متماثلا مع موقف أوباما وحملت الطرفين، دون تمييز بين القامع والمقموع، مسؤولية الوضع الراهن للاحتلال، داعية إياهما إلى القيام بخطوات تعزز الثقة، والشروع في مفاوضات على أساس الدولتين. بل أكثر من ذلك، فضمن وعودها تؤكد أنها لن تسمح بفرض تسوية على إسرائيل حتى من قبل الأمم المتحدة.

ووعدت كلينتون في مؤتمر لجنة العلاقات العامة الأميركية الإسرائيلية "إيباك" بأنها في حال فوزها ستحارب حملة المقاطعة الدولية، وستدعو نتانياهو إلى البيت الأبيض فورا. كما قالت إنها معجبة بمسيرات المثليين والمثليات في تل أبيب المعبرة عن "الديمقراطية" في إسرائيل، ومعجبة أيضاً بجولدا مائير رئيسة الحكومة الإسرائيلية السابقة. وربما تقتضي متطلبات الواقع الأميركي وجود نسخة أميركية من جولدا مائير أكثر من الحاجة إلى جان دارك أميركية.