يلتزم تنظيم "داعش" بالسلفية الجهادية المتشددة أيديولوجيا بإضافة نظرة لترويع العالم، وتأليب أتباعها الذين تعدّهم مؤمنين حقيقيين ضد ما تصفهم بالمرتدين وغير المؤمنين.
وبعقلية "نحن ضدهم"، يُعد العنف جزءا أساسيا من "الحمض النووي" للمنظمة التي تعد سياساتها ليست مجرد يجوز قتل الأعداء وغير المؤمنين، بل تعدّه واجبا دينيا.
ووفقا لمجلة "دابق" التي يصدرها تنظيم داعش باللغة الإنجليزية، فإن التنظيم يبتعد عن أي فرصة للتعايش السلمي مع الذين لديهم معتقدات مخالفة لتنظيمهم، بما في ذلك المسيحيون واليزيديون وغيرهم، وبالتالي تشمل إستراتيجية التنظيم القضاء على ما تسميها "المنطقة الرمادية"، ومواجهة المسلمين فيها بالانضمام إلى الخلافة أو يكونوا من المرتدين، ويهدف التنظيم أيضا إلى إقناع المسلمين بأن الغرب لن يقبلهم أبدا، ويضع التنظيم ذلك في الحسبان هدفا لقتاله العنيف.
ميل "داعش" إلى العنف معروف على نطاق واسع للمجندين المحتملين قبل وصولهم إلى سورية والعراق.
ووفقاً لتقرير المخابرات الهولندية، فإن "أي شخص يسافر إلى ما يسمى "الدولة الإسلامية"، تم اختياره للانضمام إلى جماعة إرهابية تعدّ كل الخارجين عنها من "الكفار"، وتستخدم العنف المفرط على أساس يومي"، وبينما يدعي "داعش" أنه يدافع عن أراضيه، فإن خطة دفاعه تشمل ممارسة الهجوم والقتل والاغتصاب واستعباد السوريين والعراقيين الذين لا يتفقون مع معتقداته، أو الذين يقاومونه بأي شكل من الأشكال".
ويوظف التنظيم هذه الوحشية والعنف الهمجي وسيلة لغرس الخوف وإخضاع السكان، ويجذب عنفه الشديد أيضا الانتباه إلى الدعاية له، ويسهل جهوده للتجنيد وجمع الأموال لها.
كما أن الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وأعمال الإبادة الجماعية، جميعها تمارس بشكل مروع في رؤية شاملة للتنظيم.
ونظرا لأن استخدام "داعش" للعنف المدمر أصبح شائعا، ونظرا إلى أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية حماية المدنيين، فلا بد من إعطاء أولوية لحمايتهم، تكون أعلى مما كانت عليها لاعتبارات إنسانية، وعلى المجتمع الدولي أن يرسل فرقا إلى الأراضي المحررة فورا لجمع الأدلة، من أجل توثيق الفظائع التي كانت تمارس فيها. ويجب على فرق الحماية المدنية متابعة الجيش لتلبية احتياجات الأفراد الذين عانوا من حُكم "داعش"، كما يجب على المخططين العسكريين دمج حماية المدنيين في إستراتيجياتهم لهزيمة التنظيم، وباسم تحالف مكافحة "داعش" يجب تمهيد الطريق لجهود استعادة السيطرة على "الموصل"، فقد حان الوقت الآن لاستكشاف الإستراتيجيات العسكرية وغير العسكرية التي يمكن أن تساعد على استقرار المناطق المحررة حديثا.