احتوى تقرير نشر في إحدى الصحف السعودية الأحد الماضي 3 أبريل 2016 على كثير من المبالغات عن إنجازات لبلدية صامطة، ذكر التقرير أن رئيس بلدية صامطة استطاع بفضل خططه الإستراتيجية أن يحولها إلى مدينة كبرى تميزها الجسور والأنفاق، وأنها محافظة يلفت نظرك جمال مداخلها الفائق، ومعالمها شديدة الإبداع، وتميز تصاميمها الهندسية حتى يوقن الزائر أن وراء كل هذا الجمال قيادة واعية في بلدية صامطة تعمل وتفكر وتنتج، ومن شدة تميزهم وإبداعهم في تطوير معالم المنطقة وشوارعها واهتمامهم بنظافتها لا يستطيع الزوار مقاومة رغبتهم في توثيق معالمها الجميلة عبر فلاشات التصوير.

ولأنها محافظتي التي أعرفها جيدا، وأعرف معاناة سكانها، وشكاواهم الدائمة من سوء الخدمات البلدية في المحافظة، فإني أصبت بالدهشة من هذا التقرير الذي لا يمت بصلة إلى واقع الخدمات البلدية السيئة في صامطة.

اعتدنا من الجهات الحكومية الرد على النقد الذي يوجه إليها وإلى خدماتها التي تقدمها للمواطن، وخططها التي تهم المصلحة العامة، وعادة ما تتعمد تجاهل الرد على التقارير والأخبار التي تشيد بإنجازاتها، وحتى لو كانت تقارير وأخبار غير حقيقية ومغلوطة، مؤملة أن يحسن من سمعتها، ولذلك أطالب سعادة رئيس بلدية صامطة بالرد على هذا التقرير الذي نشر كثيرا من المبالغات عن واقع الخدمات البلدية في صامطة، هذا الرد من أجل احترام مشاعر سكان محافظة صامطة الذين صدمهم هذا التقرير المنشور في إحدى أهم الصحف السعودية، إذ ذكر اسم رئيس البلدية أكثر من 3 مرات، وأثنى على قيادة البلدية في صامطة أكثر من مرة، ولكنه لم يذكر ولو معاناة واحدة من عشرات المشكلات التي يواجهها سكان صامطة، والتي من أهمها النظافة التي ذكر التقرير أنها تدهش الزائرين رغم أن شوارع صامطة وأزقتها تعاني الإهمال الواضح في العناية بنظافتها، والحال في قراها أكثر سوءا، وأرصفتها تعاني من تراكم الأتربة والغبار وبقايا المخلفات.

أما بخصوص ذكر التقرير أن سعادة رئيس البلدية بفضل جهوده حولها إلى مدينة كبرى تميزها الجسور والأنفاق، فإنه يجب الرد بأن صامطة لا توجد بها جسور ولا نفق واحد يحل لغز شوارعها المزدحمة منذ سنين، وطريقها الرئيس لا يحتوي على تقاطعات ولا إشارات، ويضطر الداخل إلى صامطة أن يقطعها بطولها حتى يصل إلى نهايتها ليستطيع أن ينتقل للمسار المعاكس، ولأن البلدية لم تنجح حتى الآن في إقامة منطقة صناعية خاصة بالمحافظة، فإن مدخلها الأساسي يعج بالورش العشوائية، والسيارات المهجورة والمصدومة متروكة بشكل مستفز أمام ورش الصيانة في مدخل المحافظة، ومعارض السيارات وحراجها وسط المحافظة يعطل حركة المرور في أهم شوارعها طوال فترة المساء، وما يزيد من عشوائية المحافظة، هو تصريح بلدية صامطة بفتح محلات تجارية داخل أحياء سكنية، شوارعها تكاد لا تكفي مرور سيارة واحدة!

وأعتقد أنه لو نشر تقرير عن أجمل مدن العالم، لما بالغ في وصف البلدية ورئيسها وخططه الإستراتيجية كما بالغ هذا التقرير في الثناء على خطط رئيس بلدية صامطة الإستراتيجية التي لم نر منها سوى مزيد من العشوائية في شوارع المحافظة، وسوء التخطيط وإهمال النظافة والتقصير في حل مشكلات المستفيدين من خدماتها.

التقارير التي تمجدكم يا بلدية صامطة لن تحل معاناة سكان المحافظة. ما يفيدكم هو عملكم على الواقع، وأقول لكم ما قاله أحمد شوقي: "لا أعلم لك منصفا إلا عملك.. إذا أحسنته جمّلك.. وإذا أتقنته كمّلك".