إن أصعب اختبار يواجه النادي المحلي الآن هو اختبار "الإحلال" وما يترتب عليه من نتائج سلبية قد تطول أو تقصر حسب خبرة وحنكة الإدارة المتكفلة بهذه التجربة. ندرك جميعا أن هناك أندية تتعرض لانهيارات فنية وإدارية ومالية بشكل مطرد، أحدها كان بطلا للدوري في الموسم الماضي، لكن بسبب الهدر المالي الكبير والرواتب العالية والفاتورة المتضخمة بتسارع مخيف، فهذه الأندية معرضة للتهافت السريع في أي لحظة. كانت مبادرة الرئاسة العامة لرعاية الشباب مفيدة بشكل كبير عندما قررت الوقوف في وجه هذا الهدر المالي غير المبرر وإيقاف أي معونات مالية أو حتى التستر على الأندية بأي شكل من الأشكال، وهي بلا شك خطوة تصحيحية، سوف تجبرها على مراجعة حساباتها وإعادة النظر في كثير من سياساتها المستقبلية. أولى الخطوات التصحيحية هي خطوة الإحلال، واستبدال هذا الجيل المشبع بالمال، الذي لا يملك من القوة الفنية ما يوازي الهدر المالي بجيل جديد أصغر سناً وأقل تكلفة وأفضل عطاء. التخلص من هذا الجيل يستلزم الانتظار حتى تنتهي عقودهم أو إيجاد نادٍ آخر يقبل بهم على علاتهم، مما يعني أن المرحلة الانتقالية وهي مرحلة "الانتظار" حتى نهاية العقود ستكون الأصعب. فالأندية الآن مشلولة التفكير والحركة بسبب هذا الجيل المتبقي الذي يكلفها الملايين الطائلة بلا أي مردود فني يذكر، وفي نفس الوقت هي عاجزة عن التخلص منه بسرعة أو تصريفه بأي طريقة كانت. يجب أن يتزامن مع هذه الفترة الانتقالية إحياء للمدارس ورعاية كاملة للناشئين وإعطاء الفرصة للشباب، فهذه تمثل أول خطوات التصحيح للعبور بالأندية إلى شاطئ الأمان.